قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، إن إجراءات إسرائيل في القدس لن تثني الفلسطينيين عن التمسك بالمدينة، محذرًا في الوقت نفسه من خطورة حفريات إسرائيلية قرب المسجد الأقصى.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا، أن عباس هاتف وزير شئون القدس في السلطة الفلسطينية فادي الهدمي مهنئا إياه بإطلاق سراحه بعد اعتقاله من الشرطة الإسرائيلية.
وأكد عباس أن "اجراءات سلطات الاحتلال ضد أبناء شعبنا وقياداتنا، خاصةً في القدس المحتلة، لن تثنيا عن التمسك بثوابتنا وفي مقدمتها الحفاظ على القدس".
وكان المحامي مهند جبارة الذي ترافع عن الهدمي صرح بأن اعتقال الوزير الفلسطيني، كان "بضغوط من اليمين الإسرائيلي عقب جولته الأخيرة مع رئيس تشيلي سبستيان بنييرا، في المسجد الأقصى، والمس بالسيادة الإسرائيلية في القدس".
من جهة أخرى، حذرت الرئاسة الفلسطينية في بيان من "النتائج والتداعيات الخطيرة التي ستترتب عن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الحفريات في مدينة القدس المحتلة، خاصة تلك التي كشفت اليوم والممتدة من سلوان إلى المسجد الأقصى".
وذكر البيان أن عباس "أصدر توجيهاته بالتواصل مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، من أجل التحرك لمواجهة هذه الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة التي تتصادم مع القانون الدولي، ومع الحقوق الوطنية والعربية للفلسطينيين والمسلمين".
وكانت إسرائيل افتتحت نفقًا يسمى "طريق الحجاج" أسفل بلدة سلوان باتجاه المسجد الأقصى بمشاركة سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، والموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن إسرائيل "تجد في فريدمان وجرينبلات الجاهزية الدائمة للعب دور شهود الزور، والتطوع لدعم تزوير التاريخ، وقلب الحقائق، وتسويق العمليات التهويدية أمرًا واقعًا يجب التسليم به والتعامل معه كحقيقة واقعة".
وأضافت الوزارة في بيان أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعها المختلفة تواصل ومنذ احتلالها للقدس الشرقية في 1967 وضمها بالقوة، محاولاتها لتغيير هوية القدس وواقعها التاريخي والقانوني القائم فوق الأرض وفي باطنها، وعندما فشلت في إيجاد ما يثبت روايتها عن شواهد تاريخية وأثرية، عمدت إلى التعتيم على كل ما يثبت عروبة وفلسطينية المدينة المقدسة".
وأشارت إلى تنفيذ إسرائيل "جُملة من المشاريع الاستيطانية التهويدية لتزوير الواقع، لترجمة أطماع الاحتلال الاستعمارية التوسعية بمفردات ومجسمات مشتقة من تلك الرواية المزعومة، سواء أكانت كُنس استيطانية يتم زرعها بمحاذاة أسوار المسجد الأقصى أو أسفله، أو محاولات تكريس التقسيم الزماني للأقصى ريثما تقسيمه مكانيًا".