إن دين الأبيض والأسود والخير والشر والحلال والحرام، هي محض فروق جوهرية، والله أوضحها في كل الديانات، دستوره في الأرض نوره للإنسانية، وانتهت الرسالات السماوية وتمت الهداية، لكن الحكاية لم تنتهي.
فما تمارسه جماعة الإخوان الإرهابية، من إرهاب وتدمير، انبثق من المعاني المغايرة التي اتخذت منها ستاراً لأعمالها الإرهابية، فأصبح القتل مباحاً بتبديل تلك المعاني، بأن يسمى الشهيد كافراً، والقاتل بطلاً، والهتاف الله أكبر، والهدف هدم الوطن، ومن هنا بدأ هذا الفصل من الحكاية تحت عنوان" الجماعة"، وذلك بالاعتياد على مفهوم السمع والطاعة، وأن يصبح الدين وسيلة ومفهومه" السبحة والعباية"، ومن يكون معهم هو صاحب القرار الصحيح، ومن ضدهم هم الكافرون، كأنهم صوت الإله"وبيديه مصير البشر"، والحكم بالحياة أو الموت وفقاً لما يرونه، وتحديد من يُقام عليه الحد، ومن يخلقه ربه حراً يكون لهم عبداً، وهذا ما تشكله سلسلة فكر الجماعة، وآخرها خوف المرء من أن يتشبه بهم حتى لا يحسب عليهم، ومن شوهه عقيدته ليشككوه في الإيمان، وفي الآخر باعوه فكما خسروه تسبب في خسارتهم أكبر رهان.