تضرر عدد كبير من مستحقي معاش تكافل وكرامة، من حرمانهم من صرف المعاش الشهري الذي خصصته وزارة التضامن الاجتماعي لهم، جراء عمليات التنقية التي قامت بها الوزارة خلال الفترة الأخيرة.
ورغم التظلمات التي قدموها هؤلاء المحرمون لمكاتب مديريات التضامن الاجتماعي، وتقديمهم ما يفيد من أحقيتهم في الحصول على الفيزا، إلا أن الوزارة لم تبت في تلك التظلمات حتى الآن.
قال حبيب حامد حسن أبو أحمد، من محافظة الدقهلية، إنه لايتقاضى معاش شهري، وأنه منذ مايقرب من عامًا، تقدم بأوراقه لمكتب الشؤون الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعي، للحصول على الفيزا، وحتى الآن لم يحصل على فيزا تكافل وكرامة رغم مرضه الشديد.
وأضاف"حامد" أنه لايتقاضى أي دخل من مكان آخر، وأنه لم يستطع على العمل، مؤكدًا أنه أرسل شكاوى كثيرة لوزارة التضامن الاجتماعي، ولم يرد أحد عليه، ولم يحصل على الفيزا دون معرفة الأسباب.
بينما قالت منار سليمان، أنها حصلت على الفيزا منذ مايقرب من عامين، ولكنها فوجئت منذ 4 أشهر، أثناء ذهابها لصرف المعاش، أنها لاتعمل وتم إيقافها، وفي اليوم التالي تقدمت لمكتب مديرية التضامن الاجتماعي، وطلبوا منها أن تتقدم تظلم لهم، طالما أنها لا تمتلك سيارة، أو هناك تأمين على الزوج، أو التحاق الأولاد بالمدارس الخاصة.
وأوضحت"سليمان" أنها في حاجة لصرف المعاش، وعودة الفيزا للعمل مرة أخرى، مؤكدة أن زوجها يعول 4 أولاد، في مراحل تعليمية مختلفة، وراتبه الذي يتقاضاه غير مستمر، لأنه يعمل عامل حر، يوم يعمل وآخر لا.
حبيبة مالك، إحدى المتضررين من تكافل وكرامة، قالت إن الفيزا التي كانت تمتلكها فقدتها، وأنها توجهت لمكتب الشؤون الاجتماعية، لاستخراج بدل فاقد، ومر أكثر من 6 أشهر، ولم تحصل عليها حتى الآن.
واشتكت هناء عزالعرب، من وقف الفيزا الخاصة بها، بعدما صرفت منها أكثر من شهرين، وتم وقفها دون معرفة السبب، علمًا بأن زوجها مريض الفراش، لا يعمل، ولا يمتلكون سيارة أو مواشي.
وأوضحت أنها تقدمت بطلب تظلم لمكتب الشؤون الاجتماعية التابع لها، إلا أنهم رفضوا استلام الطلب بحجة أنه تم وقف استلام الطلبات منذ ذلك الوقت.
وفي هذا الصدد، أرجعت الدكتورة نيفين القباج، نائب وزير التضامن الاجتماعي، سبب حرمان واستبعاد المواطنين من الحصول على معاش كرامة، يعود لعمليات التنقية المستمرة من وزارة التضامن الاجتماعي، التي أثبتت أن هناك العديد من الحالات من خلال فحص البيانات عدم أحقيتهم في الحصول على المعاش، مؤكدة أنه لن يتم استبعاد أو حرمان أى مستحق إذا ثبت أحقيته في المعاش.
ونفت "القباج"، ما تردد بشأن استبعاد وحرمان نحو 172 ألف مستفيد من برنامج تكافل وكرامة، مؤكدة أنه لم يتم حذف أو استبعاد أي أسرة تستحق وتنطبق عليها شروط الاستحقاق للحصول على دعم برنامج تكافل وكرامة، مشيرة إلى سعي الدولة لزيادة عدد المستفيدين من البرنامج، وذلك في إطار حرصها على توفير الأمان الاجتماعي للأسر تحت خط الفقر والفئات الأولى بالرعاية.
وأوضحت "القباج"، أن ما يتردد في هذا الشأن شائعات لا أساس لها من الصحة تستهدف إثارة غضب المواطنين، مضيفة أن الوزارة تقوم بعملية مراجعة دقيقة وتقوم بزيارات ميدانية بشكل دوري للتأكد من عدم حدوث أخطاء تؤدي لاستبعاد أسر مستحقة أو إدراج أسر غير مستحقة، ويأتي ذلك في إطار حرص الدولة على ضمان وصول الدعم لمستحقيه وترشيد أي موارد مهدرة.
وأشارت "القباج" أن الوزارة ستبت في موضوع التظلمات المقدمة من المستبعدين من تكافل وكرامة خلال الأيام المقبلة، وسيتم استرداد المعاش المستحق بأثر رجعي لهم، وأن الوزارة تسعى لزيادة عدد مستحقي برنامج تكافل وكرامة بواقع 100 ألف حالة اعتبارًا من 1 يوليو 2019، حيث تقرر ضم الحاصلين على معاش التضامن مع رفع المستحق لهم من 100 جنيه إلى 200 جنيه، مُوضحةً أن الإنفاق على البرنامج يصل إلى مليار جنيه شهريًا لكافة المستحقين.
وأوضحت" القباج" أن هناك العديد من الأسر والأشخاص تم وقف الفيزا الخاصة بهم، نتيجة التنقية المستمرة الموجهة شهريا، منوهة أنه إذا شعر المواطن بأحقيته في الحصول على الدعم، فعليه التقدم للوزارة، وتقديم طلب تظلم، فهناك حالات بالفعل قدمت تظلم على وقف الفيزا الخاصة بهم، وفي هذه الحالة يتم دراسة الطلب وفحص البيانات بدقة، لتوضيح سبب الوقف، فأحيانا نجد أخطاء في البيانات أو تشابه في الأسماء، وبالتالي يتم إدخال المستحق من جديد في برنامج الدعم النقدي تكافل.