وراء أسوار الملاجيء.. قصص فتيات اختبأن من أذى البشر

الاحد 09 يونية 2019 | 12:14 مساءً
كتب : رحاب الخولى

هن فتيات يئسن من العيش، ساقهن حظهن أن يتخذن الشوارع ملجأ لهن، يختبئن فيها من أذى الأوغاد البشرية التي أرادت أن تتنهتش من أجسادهن، بعدما ضاقت الحياة بهن، عندما تركهن آبائهن ضحايا المجتمع، دون النظر لفعلتهن التي لحقت بهن الضرر، ليعشن حياة تعيسة، بلا أم وأب.

حكايات وقصص أليمة، عاشتها بعض الفتيات أثناء تواجدهن في إحدى دور الرعاية، نرصد منها ما يلي:

10 سنوات في الشارع.. قصة طفلة تركها والدها وحيدة وسافر للخارج

لم تجد الفتاة العشرينية، من يحنو عليها ويحميها من غدر البشر، بعدما قهر العيش أبيها، وجعل أبويها ينفصلان، حيث تركها والدها في الشارع بعدما فاض به الكيل، وسافر للخارج.

روت "هدى" أثناء حديثنا معها، خلال تواجدنا في دار فتيات العجوزة، قائلة، "لقد تواجدت في الشارع منذ ما يقرب من 10 أعوام، فقد تركني أبي طفلة بنت 10 أعوام وهاجر إلى دولة الكويت، بعدما طلق والدتي بسبب عدم قدرته على دفع فاتورة الكهرباء".

وتابعت، قائلة: "كانت أمي دائمة المشاجرة مع أبي، وطوال الوقت كانت تطلب منه مبالغ مالية كبيرة، مضيفة أبي ليس رجلًا قاسيًا، فكان يخرج من الفجر للذهاب للعمل، وكنت أوقاتًا كثيرة لا أراه، إلا مرة واحدة في الأسبوع، لكي يجلب إلينا أموالًا، تساعدنا على العيش".

وأكملت: "في يوم من الأيام، وبعد أسبوعين من انفصال والدتي عن أبي، أيقظني أبي، وهو يحتضنني ويقبلني، والدموع تسيل من جفونه، قائلاً: "أنا حضرت شنطتي، ومسافر لدولة الكويت، وقد كنت صغيرة لا أعلم أنها دولة بعيدة وأنه سيتركني وحيدة هكذا".

"هدى التي فضلت عدم نشر صورتها" واصلت حديثها قائلة: "جاءت الساعة العاشرة مساء، ولم يعد أبي كعادته بعدما انفصلت والدتي عنه، حتى جاء اليوم التالي، وتوالت الأيام ولكنه لم يأت، فقد نفذ الخبز والطعام من البيت، ولم استطع أن أعيش وحيدة، ولم أعرف مكان أمي، كما أن الجيران رفضوا أن أجلس بمفردي في المنزل، ولم أجد من يحنو علي، فتركت البيت وسكنت الشارع".

"10سنوات، وأنا أنتقل من مكان لآخر، في محافظات مختلفة، ذقت طعم المر، ولكن الحمد لله حافظت على نفسي من أوغاد البشر، الذين حاولوا مرات كثيرة نهش جسدي، ولكن إصراري، وعزيمتي، منعوني عن فعل الحرام".

وتروي الفتاة قائلة، "وجدت في الدار الأم والحياة، التي نمت موهبتي، لقد كنت أعشق الرسم منذ صغري، حيث استطاعت مسؤولة الدار أن تنمي موهبة الرسم وتحييها من جديد".

7 سنوات عذاب في أحضان الأبوين

شيماء عادل، 17عامًا، ضحية الانفصال بين الزوجين، وهجر الأب خارج البلاد، حُرمت من كلمة "ماما وبابا"، بسبب المشاكل والخلافات التي لم تنقطع طوال الوقت.

تقول "شيماء": "عشت 7 سنوات في عذاب مع أمي وأبويا، لم أشعر بمعنى الطفولة مثل باقي الأطفال، ذئاب مفترسة حاولت أن تنتهك جسدي لكني حافظت على نفسي"، مضيفة بالرغم أنا بنت شارع إلا أنني عرفت أحافظ على نفسي، وربنا حماني.

"أهل الخير انتشلوني من الشارع، ووضعوني في دار رعاية"، هكذا روت "شيماء" مؤكدة أن حياتها بدأت منذ لحظة دخولها الدار، ومن وقتها تحولت من فتاة شابة إلى فتاة صغيرة، وجدت الحب والحنان الذي افتقدته منذ طفولتها - حسب قولها.

اقرأ أيضا