قبل عدة أيام أعلنت وزارة الزراعة عن خطر جديد قادم وبقوة لتهديد الحاصيل الزراعية في مصر، "دودة الحشد الزراعية" تلك الحشرة التي يطلق عليها أيضًا "الحشرة الجياشة" تسبب أضرارًا جسيمة بالمحاصيل وبدا هذا واضحًا بعد مهاجمتها قرية العقبة بمحافظة أسوان، فبات هذا الأمر بمثابة ناموس الخطر الذي يهدد الأمن الزراعي في مصر.
الغريب في الأمر أن وزارة الزراعة بالرغم من كونها تُدرك هذا الخطر جيدًا إلّا أنّها حتى الآن لم تتخذ إجراءات حاسمة تجاهه، حتى أنّ الكثيرين تيقنوا أن المسؤولين بها عاجزين عن مواجهة هذا الخطر، فاكتفى مسؤولوها بالاطلاع على التقارير دون تحرك فعلي حتى هذه اللحظة الرغم من أنّ تلك الكارثة بدأ ظهورها قبل عدة أيام.
تقارير بلا تحرك
بعد ظهور تلك الدودة في قرية العقبة بمحافظة اسوان، كانت قرية العقبة أولى القرى المتضررة دودة الحشد الخريفية وسط حقول الذرة الشامية، الأمر الذي يستدعى الزراعة لاتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة لمكافحتها بعد أن حذرت منها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من خطورتها على المحاصيل الزراعية، إلّا أنّ الوزارة قامت عن طريق معهد بحوث أمراض النباتات بتعريف العينة ظاهريا على أنها دودة الحشد الخريفية، كما تمت المطابقة بتقنية البصمة الوراثية، وأوصت اللجنة بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الفورية لإدارة هذه الحشرة في البلاد، بما في ذلك مخاطرها تحت الظروف المحلية، مع التحقق من إتباع الطرق العلمية للرصد والحصر والتعريف، واستخدام التقنيات الحديثة، وإجراء تحليل مخاطر الحشرة طبقاً للقواعد والمعايير الوطنية والدولية ذات الصلة بتسجيل آفة جديدة.
مجرد تقارير وبيانات خرجت على لسان مسؤولين أمّا التحرك الفعلي لمواجهة هذا الخطر فلم يتم، حتى خرج المسؤولين عن الفلاحين وعلى لسان نقيبهم بتوجيه رسائل لوزراة الزراعة مضمونها أنّها لن تستطيع مواجهة هذا الخطر بمفردها لكنها تحتاج إلى دعم كبير من مؤسسات عديدة بالدولة، خاصة وأنّ تلك الحشرة كانت السبب الرئيسي في انتشار المجاعة في أفريقيا.
توجيهات فقط
وزارة الزراعة بعد الاطلاع على التقارير خرجت بعدة توجيهات تمثلت في متابعة المحصول ورصد ما يحدث به من تغييرات، وتشخيص المشكلة وتحديد الأهمية الاقتصادية للآفة والحد الاقتصادي للضرر ثم اتخاذ قرار المكافحة، وآخيرا "التدخل" والذي يتمثل في تحديد الوسيلة المثلى للمكافحة ووقت التدخل وتبدأ باستخدام الاعداء الحيوية ( التريكوجراما والمتطفلات والمفترسات والفيروس المتطفل على دودة الحشد الخريفية "NPV ".
كذلك فإن برنامج المكافحة باستخدام المبيدات يجب أن يراعي في اختيار المبيد العمر النباتي والعمر اليرقي في حالة البادرات والنموات الحديثة، وينبغي استخدام مبيد "الكلوروبيريفوس"، وفي جميع الأحوال لايسمح بجمع كيزان الذره أو دخول حيوانات المزرعة الي الحقل قبل مرور أسبوعين من الرش، بالإضافة إلى أنّه سوف يتم عملية إطلاق طفيل"التريكوجراما" في حقول قصب السكر ، والذره.
وبحسب تقرير منظمة الفاو، فإنّ تلك الحشرة أصابت ملايين من الأفدنة معظم مناطق أمريكا الشمالية، وتسبب في مجاعة بأفريقيا وتصل دودة الحشد الخريفية موسميا، وبعد ذلك تموت في أشهر الشتاء الباردة، ولكن في معظم أنحاء أفريقيا التي لا تشهد انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة، تعيش دودة الحشد الخريفية على مدار العام مسببة قلقا دائما للمزارعين.