مع درجات الحرارة العالية، ورمال الصحراء الحارقة بعد أن تخللتها أشعة الشمس، خلف الأفارول، يقف جنود القوات المسلحة على الحدود حاملين السلاح لحماية الوطن، ومواجهة عناصر الإرهاب، يبذلون تلك الجهود حفظً على أمن بلدهم واستقرارها.
فداخل المدرعة يجلس الجندي حاملاً المصحف يتلوا أيات من القرأن الكريم متحملًا مشقة الصيام التي ظهرت على ملامح وجهه، يقف لساعات حاملاً لسلاحه مدافعًا عن وطنه، عندما يدخلوا معاركهم يكونوا أمام خيارين أما النصر أو الشهادة، فلا بديل لهم عن ذلك .
فجنود القوات المسلحة رغم أن حياتهم مهددة بين الحين والأخر، فهم لايهابو الموت، فمنهم من يكتب له القدر النجأة ومنهم من يستشهد مدافعًا عن وطنه، فالعقيدة القتالية ترسخت داخل وجدانهم، وشرف العسكرية المصرية أصبح ملازم لهم .
التاريخ يسطر بطولات الأبطال
فتشهد الأحداث وصفحات التاريخ، على قوة وبسالة أبطالنا ، وعلى رأس الانتصارات التي قادتها قواتنا المسلحة، انتصارات حرب أكتوبر المجيدة، والتى هزم فيها جنودنا البواسل العدو الإسرائيلى، ، حيث كان جنود وضباط القوات المسلحة المصرية يحاربون أثناء صيامهم بشهر رمضان حتى حققوا الانتصار في الحرب ، تلك الحرب التي وصفها الرئيس الراحل أنور السادات بمقولته" «إنه الشعب.. صاحب الأسلحة التي حققت المعجزة.. أسلحة لم تصنع من الفولاذ فقط وإنما صنعت أيضاً بالإيمان والإصرار، صنعت بالعناد والعرق، صنعت بالدم والتضحية وقوة الاحتمال" .
حملة للقوات المسلحة للقضاء على العناصر الإرهابية
فمعارك القوات المسلحة بشهر رمضان لاتنتهي ففي يوم 12 رمضان ، 23 مايو الجاري، قامت قواتنا المسلحة بحملة عنيفة ضد العناصر الإرهابية ضمن خلاله جهود القوات المسلحة والشرطة لمكافحة الإرهاب على كافة الإتجاهات الإستراتيجية للدولة، والتي أسفرت عدد (29) مخبئ وملجأ تستخدمه، وضبط (158) فرد من العناصر الإجرامي، كما أحبطت تسلل 1048 مهاجر
فجنود وضباط القوات المسلحة لايزالوا يسطروا حروف من ذهب ويضربوا أروع أمثلة الكفاح ، والوطنية ، والمثابرة لحماية والدفاع عن وطنهم .
العقيدة القتالية
يقول اللواء جمال مظلوم، الخبير الاستراتيجي، وأحد أبطال حرب أكتوبر، إن جنود القوات المسلحة، نشئوا على العقيدة القتالية، فمعدن الجندي المصري متماسك ، فاي مهمة يكلفو بها يكونوا أمام خيارين إما النصر أو الشهادة فليس لديهم أي تفكير أخر، مشيرا إلى أن أفراد القوات المسلحة نشئوا على حب الوطن ، وعشق تراب بلدهم ، فالشرف والولاء والإنتماء أصبح غريزة لديهم .
وأضاف الخبير الاستراتيجي ، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن العقيدة التي يعمل بها قيادة القوات المسلحة عبر العصور وفي كل الفترات، هي الصبر والمقاومة، وظهر ذلك واضحا في نصر 73 ، وفي جميع الحروب التي خاضتها مصر، مشيرا إلى أنه لولا أن جيش مصر متماسك، و موحد لم يكن ليحقق الانتصار .
وعن ظروف العمال القاسية التي يشهدها ضباط وجنود القوات المسلحة على الحدود في إطار حرب الدولة للقضاء على الإرهاب ، مع الصوم وارتفاع درجات الحرارة ، ذكر الخبير الاستراتيجي ـ أن جنود وضباط القوات المسلحة لايهمهم، إن كان الجو حار أو بارد ، العمل في الصيام أو الإفطار فهم يعملوا في أصعب الظروف وهذا ليس بالجديد على فرد القوات المسلحة.
وأكد "مظلوم" أن كتيبة القوات المسلحة، تضم المسلم والمسيحي ، صاحب الشهادة العليا وذو التعليم المتوسط ، الغني مع الفقير فالجميع ينخرط في الحياة العسكرية داخل القوات المسلحة، مثمنًا على دور القوات المسلحة في مكافة الإرهاب، داعيًا المولى أن يوفق القوات في الداخل والخارج وفي حربها ضد الإرهاب.
ظروف العمل القاسية
ويؤكد اللواء عبد الرافع درويش، إن جنود القوات المسلحة اعتادوا على العمل في الظروف الصعبة، فهذا ليس بالجديد عليهم، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية تدربهم على ظروف العمل القاسية فيكون لديهم قدرة في التغلب على أصعب الظروف.
وأضاف الخبير الاستراتيجي في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن القوات المسلحة كان لها دور حيوي الفترة الماضية في القضاء على الإرهاب، ولا أحد ينكر أن الإرهاب قل بنسبة كبيرة عن الفترة الماضية، ويكفي أنها تمكنت من قطع الإمدادات عن العناصر الإرهابية والمرتزقة.