تزامنًا مع الموجة الحارة الشديدة التي طالت البلدان، حسبما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق خلال يومي الخميس والجمعة، سيطرت على المواطنين حالة من الرعب أمس، إذ تم تكثيف التحذيرات من النزول إلى الشوارع تحت درجات الحرارة المرتفعة.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي ترتفع بها درجات الحرارة إلى هذا الحد، إذ خلت الشوارع من المواطنين فضلًا عن تحذيرات الأرصاد الجوية والمحطات الفضائية من النزول إلى الشوارع مع ارتفاع درجات الحرارة، وقد أثيرت التساؤلات عن سبب التغيرات المناخية وهل الدولة على استعداد تام لمواجهة هذا التغير.
قال الدكتور وفيق نصير، عضور البرلمان العالمي للبيئة، إن الموجة الحارة التي تشهدها البلاد حاليًا، والارتفاع غير مسبق لدرجات الحرارة، والتغيرات المناخية الحادثة في مجملها ناتجة بصفة عامه من التلوث الذي خلفه البشر نتيجة الزيادة السكانيه الرهيبة علي هذا الكوكب.
وأوضح عضور البرلمان العالمي للبيئة، أن تلك الأسباب أدت لتغيرات مناخيه غير مسبوقة، منها البرودة العالمية والاحتباس الحراري، الأمر الذي تم رؤية فيه الثلوج في السعودية وفي مصر في أوقات سابقة، والحرارة العالمية في أوربا وأمريكا.
وأضاف"نصير" مايحدث في التغير المناخي هوخلل وتغير عام، ناتج عن التلوث، وكذلك عن ذوبان القطبي الشمالي والجنوبي، مما يؤدي إلي انحراف محور ودوران الأرض عن مساره الطبيعي لاختلاف مركز ثقل الأرض, قائلا: " موضوع كبير نبذل فيه كل الجهد في البرلمان العالمي للبيئة للتقليل من آثاره، ولايزال النقاش السياسي والشعبي يبحث عن الاستجابة الملائمة لظاهرة الاحترار العالمي.
وأشار إلى أن مصر، لا نلحظ جدية في الشعور بحجم المشكلة، وهو الوضع الذي بدأ يتغير مع تفاقم المشكلة.
وقلصت مصر المساحات المزروعة من النباتات المستهلكة للمياه مثل الأرز وقصب السكر، وطرح نبات "الاستيفيا" كبديل عن قصب السكر في هذا الإطار.
جدير بالذكر، أن هيئة الأرصاد الجوية أعلنت ارتفاع درجة الحرارة، خلال الأيام المقبلة، نتيجة للموجة الحارة التي تشهدها البلاد، منوهة ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية لعدم التعرض للإجهاد الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة، والإكثار من شرب المياه والسوائل بعد الإفطار وقبل السحور.
بينما قال الدكتور أحمد عبد العال، رئيس هيئة الرصاد الجوية، مصر ليست هى الدولة التي تشهد تغير مناخي فقط، بل إن العالم بأكمله يشهد تغيرات مناخية.
وأرجع"عبد العال" الأسباب التي وراء تلك التغيرات، وهى زيادة غازات أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وغيرها من الغازات، التي أدت بدورها إلى وجود غطاء حول الكرة الأرضية، والذي نتج عنه وجود الاحتباس الحراري الذي عمل على تغيير المناخ بشكل جذري في الكرة الأرضية.
وأوضح، مصر اتخذت خطوات واستعدات لمواجهة التغيرات المناخية، لاتجاهها لاستخدام الطاقة الشمسية في توليد تيار كهربي نظيف وصديق للبيئة، ولكن الأمر يحتاج إلى التزام العالم بأكمله في استخدام الطاقة المتجددة للتخلص من ظاهرة الاحتباس الحراري، وعودة المناخ الجوي كما كان.
كان قد ذكر الدكتور محمد الراعي، مدير مركز التغيرات المناخية والحد من المخاطر، إن مصر انتبهت مؤخرا لذلك فى رؤيتها 2030، فتم إنشاء اللجنة الوطنية للحد من مخاطر الكوارث بمركز معلومات مجلس الوزراء، و أنشأت وزارة الموارد المائية مركزا للتنبؤ بالأرصاد الجوية والتغيرات المناخية، كما أنشأت وزارة الزراعة مركزا لمعلومات تغير المناخ، وأنشأت أكاديمية البحث العلمى والعلوم والتكنولوجيا لجنة للتغيرات المناخية، ووزارة البيئة أنشأت معهدا للتغيرات المناخية.
ويعتبر قطاع الكهرباء المصدر الرئيسى لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث بلغت نسبته 40.8% من إجمالى الانبعاثات، يليه قطاع النقل بنسبة 17.6% ثم قطاع الصناعة بنسبة 16.7%، وتقع علينا تأثيرات تصل إلى 15% ولا يزال تعاملنا مع الاعتبارات المناخية ضعيفا للغاية.
وحذر البنك الدولي في تقرير صدر العام الماضي من أن معدلات درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستزيد 6 درجات مئوية بحلول عام 2050، وهو ما يعني أنها قد تصل إلى 55 أو 56 درجة مئوية