لم يكن القصف والدمار والتخريب هو معاناتهم الوحيده، بل تجاوز الأمر حتى مع وجود الحرب إلى معاناة البحث عن الطعام وسط الرماد، لم يكن يعينهم على تلك الأمور سوى بعض المنظمات التي سمح لها بالتواجد بينهم لتوفير الطعام والدواء، ولو اختفت تلك المنظمات سيكون الموت بالرصاص وتحت القصف أقصى أمانيهم.
اتخذت الحرب في سوريا شكلًا سيئا خاصة بعدما علقت منظمات إغاثية عدة ، بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في مناطق تشهد تصعيداً في القصف في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.
قصف إدلب
ويتعرض ريف إدلب الجنوبي مع مناطق محاذية له في محافظات أخرى، لقصف كثيف منذ نهاية شهر أبريل الماضي.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "بعض المنظمات علقت أنشطتها بعدما تدمرت مقارها أو طالتها الأضرار او باتت غير أمنة".
كما اتخذت آخرى قراراً بوقف الأنشطة حفاظاً على سلامة العاملين معهم أو حتى نتيجة نزوح السكان بشكل كامل في مناطق معينة.
تعليق المساعدات
ومنذ الثامن من مايو علق أكثر من "16 شريكاً في العمل الإنساني عملياتهم في المناطق المتأثرة بالنزاع"، وفق مكتب الشؤون الإنسانية الذي أشار إلى تقارير حول مقتل خمسة 5 عمال إنسانيين نتيجة الغارات والقصف المدفعي.
من جهته، أفاد برنامج الأغذية العالمي عن "تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص في قرى وبلدات في جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف"، مشيراً إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج أضطروا أنفسهم إلى النزوح وآخرون أصيبوا بجروح.
ودعا برنامج الإغذية العالمي كافة أطراف النزاع إلى توفير إمكانية وصول أمنة لشركائها الإنسانيين لبلوغ عائلات لا تزال عالقة بين النيران، لكن حتى هذه اللحظه فإنّ المساعدات لا تزال عالقة الوصول إلى الكثير من المتضررين.
وتسيطر هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقاً" مع فصائل جهادية على إدلب وأرياف حلب الغربية وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي.
وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً منذ توصل موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة إلى اتفاق في سبتمبر نصّ على إقامة منطقة "منزوعة السلاح" تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل.