عدة مسميات أُطلقت على شارع المعز لدين الله الفاطمي، منها الشارع الأعظم، أو قصبة القاهرة الكبرى ، فيعد شارع المعز، قلب مدينة القاهرة القديمة، وتم تطويره لكي يصبح متحفًا مفتوحًا للعمارة والأثار الإسلامية .
يجمع شارع المعز بين التاريخ الإسلامي وسحر العمارة الفاطمية وجاذبية الطراز الأثري المبدع، فيعد مزاراً أثرياً وسياحياً وسوقاً تجارياً يتردد عليه مئات الآلاف يوميًا، ويعتبر إحدى الوجهات المفضلة لقضاء الليالي الرمضانية.
يمتد شارع المعز، من باب زويلة بالدرب الأحمر مرورًا بالغورية وشارع الصاغة ووصولًا إلى باب الفتوح بالجمالية ويطلق عليه أيضا شارع القاهرة وشارع بين القصرين.
فيعد شارع المعز، أكبر متحف إسلامى مفتوح فى العالم، يوجد به حوالى 215 أثر إسلامي هام، يحوي العديد من المعالم التاريخية ، منها سبيل محمد علي باشا، والذي يرجع تاريخ بنائه لعام 1829 ميلادية، ويحوى نقوشًا نادرة محلاة بماء الذهب، ويتجمع هواة التصوير حوله لالتقاط الصور التذكارية، وعلى بعد خطوات من باب الفتوح، أحد بوابات أسوار القاهرة، الذي بناه الوزير بدر الجمالي ، للسيطرة على مداخل القاهرة، يبرز مقام أثري معروف بمقام العارف بالله "حسن الذوق" ، الذي تُوفي عند باب الفتوح فبني له مقام، ومن هنا جاء المثل الشعبي "الذوق مخرجش من مصر".، كما يوجد باب زويلة: وهو أحد بوابات أسوار القاهرة، قام بإنشائه القائد الفاطمي بدر الدين الجمالي في عام 1092م.
وبعد خطوات من مقام "الذوق" يمتد محيط مسجد الحاكم بأمر الله بمساحته الذي يتجمع حوله العشرات للتأمل في عظمة إنشائه وقوة تأسيسه وروعة النقوش الإسلامية التي تحكي تاريخه، كما يوجد بيت السحيمي الأثري وبعض المسارح المفتوحة التي يتم استغلالها بشكل مميز في إقامة حفلات على مدار أيام العام وليس في رمضان فقط.
وفي نهاية شارع المعز، يوجد أثاران هامان، هم مجموعة قلاوون والتي تتكون من مبنى شاهق ومبخرة ومسجد يخلفه مستشفى، كما يوجد جامع الأقمر: وهو أصغر مسجد في القاهرة، ويُعد جامع الأقمر تحفة معمارية، وهو المسجد الوحيد الذى ينخفض مستواه عن سطح الأرض.
شارع المعز الذي يعتبره المؤرخون أكبر متحف أثري مفتوح بالعالم، لا يتم فرض أي رسوم عند دخوله، كما يمكن للزائرين التجول بحرية بين معالمه ودخول الحفلات في بيت السحيمي مجانا.
وعقب آذان المغرب يتجمع الصائمين، أمام مطاعم شارع المعز التي تتنوع تكلفة الإفطار بها فتجد الأسعار المتوسطة وأُخرى ذات التكلفة العالية، وعلى الجانب الآخر تجد موائد الرحمن التي يقيمها أهالى المنطقة، وأصحاب المحلات طمعًا في ثواب الشهر الكريم.
بالقرب من شارع المعز يوجد الجامع الأزهر، وجامع الحسين، حيث يؤدي المصلين به صلاة التراويح والتي قد تصل إلى 20 ركعة تتوسطها محاضرة دينية، يلقيها أساتذة ومتخصصون.
وعقب الإفطار تبدأ جولات الزائرين، فبالطربوش والملس يلتقط المارة صور تذكارية، بالقرب من حلقات الذكر واحتفالات المداحين وحلقات الغناء، مع الاستماع لبعض المنشدين الهواة والفرق الموسيقية التي تحضر كل ليلة، مع انتشار هواة التصوير بين جدران المباني الأثرية الشاهقة، كما تتطوع فرق الفلكلور الشعبي والإنشاد الديني بين كل حين وآخر لتنظيم عروض في شارع المعز، احتفاء بالزوار.
ومع اقتراب ساعات الفجر بمنطقة الحسين، تبدأ المجموعات الوافدة على الحي في التجمع حول عربات الفول المنتشرة حول المسجد تمهيدًا لتقديم وجبة السحور، حيث توجد الخيم الرمضانية، وحفلات السحور الجماعي، بقاهرة المعز.