بعد مرور أيام على احتفال العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يصادف 3 مايو من كل عام ، شهدت الفترة الأخيرة، عدة وقائع تعدي على الصحفيين أثناء ممارسة عملهم، وذلك انتهاكًا للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على أن "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية"، ومخالفة لقانون تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 180 لسنة 2018، والذي أقره الرئيس السيسي في ديسمبر الماضي .
أمن نقابة الصيادلة يتعدى على الصحفيين
تعود بداية وقائع التعدي على الصحفيين أثناء ممارسة عملهم، إلى 17 ديسمبر من العام الماضي بعدما قام أمن نقابة الصيادلة في عهد النقيب المعزول محيي عبيد ـ بالاعتداء على عدد من الصحفيين، أثناء ممارسة عملهم، بتغطية انتخابات النقابة ديسمبر الماضي، و هم: "محمد الجرنوسى- المصرى اليوم، عاطف بدر- المصرى اليوم، إسراء سليمان- الوطن، آية دعبس- اليوم السابع".
حيث قام الأمن المُكلف بحماية النقابة بالتعدى على عدد من الزملاء الصحفيين بمقر النقابة، وقام وباحتجازهم والتحفظ على هواتفهم المحمولة، واحتجاز أكثر من 15 زميلا داخل النقابة أثناء ممارستهم لعملهم فى تغطية انتخابات النقابة، وعقب الواقعة تم التحقيق مع النقيب السابق وتم عزله من منصبه كما تم حبسه 3 سنوات بتهم التعدي على صيدلي، وتم حبس أفراد من أمن النقابة، على ذمة تهمة التعدي على الصحفيين.
الاعتداء على الصحفيين بشهر أبريل
شهد شهر إبريل الماضي ، أكتر من حالة اعتداء على الصحفيين أثناء تأدية عملهم.
ففي 25 أبريل الماضي ، تقدما صحفيوا محافظة المنوفية بمذكرة رسمية للنقابة، احتجاجًا على منع المحافظ لهم من تغطية أخبار المحافظة ودخول الديوان العام للمحافظة.
واقعة محافظ المنوفية
واتهم الصحفيين المحافظ بأنه يتعمد تجاهلهم وعدم دعوتهم لأي مؤتمرات أو الجولات العامة أو زيارات الوزراء، وكان آخرها زيارة وزير الري للمحافظة.
وطالب الصحفيين في مذكراتهم، مجلس النقابة، باتخاذ ما يلزم وتصعيد الأمر إلى رئيس الوزراء، وإصدار تعليمات إلى جميع الصحف والمواقع الإلكترونية بعدم نشر اسم أو صورة محافظ المنوفية.
وأصدر الصحفيين والمراسلين بيانًا لكل الصحف والمواقع الإخبارية بمحافظة المنوفية، جددوا فيه استنكارهم الشديد للوقائع المتكررة من محافظ المنوفية، مؤكدين أنها تجسد إصراره على تجاهلهم، وعدم دعوتهم في زيارات الوزراء والمؤتمرات العامة، وكان آخرها زيارة وزير الري أول أمس.
وقال الزملاء في بيانهم، إن المحافظ قام بإعطاء تعليمات بمنع الصحفيين من دخول ديوان عام المحافظة والإعلاميين بشكل عام، مما يتجسد في أكثر من واقعة، واستنكر الزملاء في بيانهم ذلك، مؤكدين أنهم يقفون جميعًا صفًا واحدًا ضد هذه الوقائع، ونظرًا لتكرار هذا التجاهل، تم عقد اجتماع حضره عدد من الزملاء في الصحف والمواقع الإلكترونية المختلفة.
وأسفر الاجتماع عن عدة قرارات أبرزها: "مطالبة مجلس النقابة باتخاذ ما يلزم وتصعيد الأمر إلى رئيس الوزراء، وإصدار تعليمات إلى جميع الصحف والمواقع الإلكترونية بعدم نشر اسم أو صورة محافظ المنوفية، أن يتقدم المحافظ باعتذار رسمي للنقابة عما حدث من وقائع وتجاهل للصحفيين تعوق مهام عملهم، باعتبار نقابة الصحفيين هي المظلة الشرعية للدفاع عن الصحفيين وكرامتهم، إلغاء أية تعليمات بمنع دخول الصحفيين الديوان العام للمحافظة، وأن يدخل جميع الصحفيين من الباب الرئيسي للديوان العام".
وتضامن أعضاء مجلس النقابة برئاسة ضياء رشوان، مع الزملاء المراسلين والصحفيين بالمحافظة، مؤكدين أن النقابة ستتخذ الإجراءات القانونية ضد المحافظ، لحصول الزملاء على كافة حقوقهم، وستقوم بمخاطبة مجلس الوزراء، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الأمر.
لاعبو الزمالك يعتدوا على مصور المصري اليوم
قبل واقعة محافظ المنوفية، بيوم وتحديدًا 24 أبريل في سابقة غريبة، اعتدى كل من محمود عبدالرحيم جنش حارس مرمى فريق الزمالك، محمد عبدالغني اللاعب بفريق الزمالك، محمد عيد طبيب فريق الزمالك، أحمد زاهر الإداري بفريق الزمالك، مصطفى ميلا عامل الملابس بفريق الزمالك، على المصور الصحفي عبدالرحمن جمال بجريدة المصري اليوم ، خلال إقامة مباراة الزمالك وبيراميدز بملعب الدفاع الجوي ، وقاموا بالاحتفاظ بهاتفه المحمول، ومنعه من نشر المادة المصورة.
حيث شهدت مباراة بيراميدز والزمالك اشتباكات بين لاعبي الزمالك وأفراد الأمن داخل الملعب بعد نهاية المباراة، واعتدى اللاعبون بالضرب على الزميل عبدالرحمن جمال أثناء تأدية عمله.
بيان الصحفيين حول الواقعة
وعقب الواقعة أصدرت نقابة الصحفيين، بيانًا قالت فيه إن الوسط الصحفي والإعلامي، تلقى بمزيج من الصدمة والاستياء وفي مقدمته مجلس نقابة الصحفيين، أنباء الاعتداء الغاشم الذي تعرض له الزميل المصور الصحفي بجريدة المصري اليوم، عبدالرحمن جمال، من إثنين من لاعبي فريق نادي الزمالك وطبيبه وأحد إدارييه وأحد عامليه، والذي وقع مساء أمس الثلاثاء، أثناء تأديته لعمله في تغطية مباراة فريقي الزمالك وبيراميدز والأحداث التي تلتها.
وأضافت أن نقيب الصحفيين ضياء رشوان ومجلس النقابة، تابعوا على مدار الساعة حالة الزميل عبدالرحمن جمال منذ الاعتداء عليه، وتعرضه لإصابات عديدة، وسرقة هاتفه المحمول الذي كان يستخدمه في القيام بعمله كمصور صحفي، مرورًا بقيامه بتحرير محضر وتقديم بلاغ بقسم شرطة مدينة نصر أول فجر أمس، ثم إحالة البلاغ لنيابة مدينة نصر؛ حيث حضر الزميل ومعه محامي النقابة وبعض من أعضاء مجلس النقابة وبمتابعة متواصلة من النقيب.
وأعلن مجلس النقابة إدانته الكاملة لواقعة الاعتداء على الزميل عبدالرحمن، والإصرار على مواصلة كل الإجراءات القانونية، الجنائية والمدنية، حتى يتم توقيع الجزاء القانوني المستحق على المعتدين ورد الاعتبار للزميل المعتدى عليه.
إلزام كل الإصدارات والمواقع الصحفية المصرية بعدم نشر أسماء وصور أي من المعتدين على الزميل المصور الصحفي، إلا في حالة ملاحقتهم أو اتهامهم قضائيًا، وهم: " وأكد المجلس أنه سيتم اتخاذ الإجراءات النقابية المنصوص عليها في قانون النقابة ولائحتها ضد أي عضو بالجمعية العمومية ينتهك قرار المجلس.
دعوة الزملاء في نقابة الإعلاميين للانضمام للقرار السابق بمنع نشر أسماء وصور المعتدين في كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المصرية، تضامنًا مع نقابة الصحفيين والزميل المُعتدى عليه.
دعوة الصحفيين من الأعضاء بنادي الزمالك إلى الامتناع عن دخول النادي، حتى تتم معاقبة المعتدين على زميلهم ورد الاعتبار إليه.
دعوة مجلس إدارة اتحاد كرة القدم لاتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من تورط في الاعتداء على الزميل المصور الصحفي ومحاسبتهم، بما يضمن عدم تكرار هذا المشهد المسيء للرياضة المصرية، خاصة ونحن على أبواب استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية التي سيتابعها مئات الملايين حول العالم، وسيغطيها آلاف الصحفيين والإعلاميين من مختلف دول العالم.
دعوة اللجنة الأوليمبية المصرية لإتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صورة الرياضة المصرية، والتي تتضرر كثيرًا من مثل هذه الأفعال المشينة غير المسؤولة التي لا تعبر عن مكانة مصر وريادتها.
السبكي يعتدي على صحفيي صدى البلد بمقر عملهم
شهد أمس الثلاثاء، تعدي المنتج، أحمد السبكي على مقر موقع "صدى البلد"، نتيجة قيام قناة صدى البلد، بإذاعة مسلسل سوبر ميرو، الذي قامت شركته بإنتاجه، حيث قام السبكي، ومعه 12 بودي جارد، بالاعتداء على الصحفيين والموظفين بالموقع.
فيما حرر الصحفيين ومسئولي الموقع محضرًا ضد السبكي بقسم شرطة الدقى، بتهمة اقتحام الموقع بالاستعانة بعدد من البودي جارد، والاعتداء على الصحفيين والعاملين به بسبب الخلاف على إذاعة قناة صدى البلد لمسلسل "سوبر ميرو" بطولة الفنانة إيمي سمير غانم.
وباشرت اليوم نيابة الدقي، التحقيق في الواقعة، وانتقل فريق من مباحث قسم شرطة الدقي إلى مقر "صدى البلد"، حيث أجرى معاينة تصويرية لمكان الواقعة، وأثبت تحطيم في عدد من مكاتب وأجهزة الموقع، وإصابة بين الصحفيين والعاملين بالموقع.
وأمرت النيابة بالتحفظ على كاميرات الموقع، والكاميرات القريبة منه لفحصها وبيان مدى تسجيل الواقعة من عدمه، وتم تحرير محضر بتفاصيل الواقعة بالكامل، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وطلبت تحريات المباحث بشأن الواقعة.
وحضر محامى النقابة مع الزملاء فى تحقيقات النيابة منذ بدئها، كما تواجد الزميلان هشام يونس ومحمود كامل عضوا مجلس النقابة مع زملائهم الثلاثة فى مقر نيابة الدقى، وتواصل نقيب الصحفيين مع مكتب النائب العام لمتابعة سير التحقيقات مع الزملاء الصحفيين المعتدى عليهم.
وأعلن مجلس النقابة تضامنه الكامل مع الزملاء المعتدى عليهم أثناء قيامهم بعملهم فى مقر موقعهم الإخبارى، ورفضه المطلق لهذا الاعتداء الذى لن يمر بسهولة، ويؤكد أنه سيقف معهم بكل السبل والأدوات القانونية والنقابية حتى ترد لهم حقوقهم واعتبارهم ويوقع الجزاء القانونى على من قاموا بهذا الاعتداء المدان بأشد عبارات الإدانة.
ويؤكد مجلس النقابة أن مقار الصحف والمؤسسات الإعلامية ينبغى أن تحظى بحماية وحصانة تنأى بها عن تصفية الحسابات أو الخلافات أو الاعتداء عليها، وسوف يعلن المجلس عن الإجراءات والقرارات التى سيتخذها فى مواجهة هذا الاعتداء المشين على الصحفيين أثناء قيامهم بعملهم، فى ضوء نتائج تحقيقات النيابة العامة.