أيتام يسردون أحلامهم من داخل دور الرعاية

الخميس 11 ابريل 2019 | 08:59 مساءً
كتب : رحاب الخولى

تغيب الأم الأصلية عن حياة أبنائها فى سن مبكرة، فيتعهد الصغار فى التربية والرعاية والعناية امرأة غير أمهم، ربما تكون الجدة أو الخالة أو العمة أو امرأة ليست ذات قرابة نسبية ولا عصبية، كزوجة الأب مثلا، وهذا ما يدفعنا أن نقول" الأم اللي ربت مش ولدت".

وقد يكون الغياب لأسباب كثيرة منها، لوفاة الأم الأصيلة، أو انشقاق الأسرة نتيجة انفصال الوالدين، أو قيامها بإلقائها في الشارع نتيجة خطأ ارتكبتها وإنجابه من الحرام، وأسباب أخرى كثيرة تتعلق بالعنف الأسري لدى الأطفال.

ولم يكن فيلم العفاريت للكاتبة ماجدة خير الله، الذي تبنى قضية مافيا اختطاف الأطفال عام 1990م، مجرد بدعة من الخيال، ولكنه حقيقة يدفع ثمنها شباب في عمر الزهور، وأسر يتم تمزيقها وتنهار بعد فقدان أبنائهم، ويظل بعض الأهالي على أمل عودة أطفالهم لأحضانهم مرة أخرى.

وفي هذا الصدد، نستعرض نماذج لفتيات وأولاد تربين على أيدي أمهات بديلات ليست من أقاربهن، ويسردن كيف تكون الحياة مع الأمهات البديلات، اثناء قيام محررة بلدنا اليوم، بجولة مع فريق جمعية شبرا الخير، أثناء تقديمهم الهدايا لإدخال الفرحة والبهجة على أطفال الدار التابعة لمدينة شبرا الخيمة.

الطفل"ياسين"

لم يتذكر شيئاً عن أسرته، ولكن هناك حلم واحد يحلم به ألا وهو "إيجاد عائلته".

بدأ"ياسين" قصته، قائلا، جئت الدار وأنا عمري 6سنوات، وعلى حد تفكيري بتذكر صورة والدتي وهى تتركني في الشارع بحجة أنها ستأتي بالحلوى، ولكنها لم تأتي حتى الآن.

أنا حاليًا في الصف الثالت الابتدائي، يوميًا ماما زوزو بتذاكرلي الدروس والواجبات، وبتعلمني الصلاة، مضيفا:" أنا بحبها أوي، بس نفسي ألاقى أمي، وأكون معاها، وتيجي تأخذني من المدرسة زى بقية أصحابي".

الطفل محمود

"محمود" فقد أسرته وهو طفل رضيع، أما مسجد الهنا بشبرا الخيمة، وتم إيداعه بإحدى دور الرعاية، مر الطفل بالعديد من الأزمات في حياته، ولكنه حرص على تخطيها حتى صار صبيا وعمره 11عامًا وهو يجد أمه البديلة كل شيء في حياته.

"أمنيتي أن أكون لاعب كرة كبيرة زي محمد صلاح، أنا عارف إنه مستحيل عشان مالييش أهل، مين هيشركللي في النادي ويهتم بيا، أنا بشوف أصحابي في المدرسة بيلعبوا كرة، وبشوف أمهاتهم بتيجي تشجعهم أنا الوحيد اللي ميكونش ليا حد".

الطفلة ذات الرداء الأصفر

عشقها للون الأصفر، وحبها للحياة، أعطاها لقب بين أصدقائها ووصفها بذات الرداء الأصفر، أمنيتها أن تري أبيها، لأنه دائما يأتي إليها في المنام، رغم عدم رؤيتها له، فقد وجدت الطفلة ملقاة في الشارع قرب مقلب قمامة، وعمرها لم يتجاوز الـ4 أشهر.

اقرأ أيضا