قال خليل أمين إبراهيم، الحاصل على المركز الأول على مستوى الأزهر الشريف، والمشارك فى مسابقة تحدى القراءة العربى، إن الثقافة ليست متوقفة على القراءة فقط، رغم أن لها الدور الأكبر فى ذلك، ولكن تشمل العديد من الوسائل التعليمية الأخرى، التى يجب أن يتم الأخذ من كل مجال فيها بطرف.
ولفت إبراهيم، إلى أن المشكلة فى القراءة ليست مشكلة إمكانات، بقدر ما هى مشكلة فكر، موضحًا أهمية عمل دعاية فكرية لدى الشعب، لتحفيزهم على القراءة.
وإلى نص الحوار...
متى بدأ شغفك بالقراءة؟
بدأ الأمر معى منذ نعومة أظافرى، فلقد نشأت على تعلم قراءة وحفظ القرآن الكريم، فى الرابعة، وبعد ذلك كبرت ووجدت مكتبة هائلة عند والدى، شعرت بقيمتها، فى المنزل، مع الوقت فى مرحلة سنية معينة كنت بقلد، وبعدها تخصصت فى قراءة مجالات بعينها.
ما هى المجالات المحببة إلى قلبك فيما تقرؤه؟
بطبيعة الحال أقرأ فى الدين كثيراً، وأحب الأدب، والكتب التى تقوم على الأسلوب الأدبى الرفيع، كما أننى أحب الكتب الفكرية كالكتب الفلسفية والمنطق، والتى لها علاقة بالعقل، فهى ما تستهوينى.
دور الأهل فى تطوير مهاراتك؟
الدور الأكبر على من يقوم بشراء الكتب، ويقترح عليك قراءة أخرى بعينها مكان أخرى، فالدور الكامل على الأهل فى تدعيمى وثقلى.
وماذا عن المدرسة ومكتبتها؟
لم أكن أعرف طريق المكتبة فى المعهد الذى كنت ألتحق بها فى دمياط.
وما أهم العوائق التى واجهتك فى مشوارك؟
هناك عائق كبير أن دمياط لا يوجد بها إلاّ قليل من المكتبات لبيع الكتب، فقد تظهر بين الحين والآخر أحدهما ومن ثم تُغلق، فكنت أشترى ما أريده من معرض الكتاب، علاوة على أن قصر الثقافة كان يفصلنى عنه مسافة كبيرة، وكان هناك مشقة فى الذهاب إليه، وأحمد الله على وجود تقنية كتب البى دى إف، فهو ما أغنانى عن ذلك، وكنت أحصل من خلالها على الكتب التى أريدها.
وماذا عن اشتراكك فى تحدى القراءة العربى؟
سمعت عن الموضوع الذى كان مروجا له بشكل كبير بين المدارس، وتقدمت وحصلت على المركز الأول على الأزهر الشريف، وشاركت فى المسابقة بدورتها الثالثة، أكتوبر الماضى، وحملت شرف تمثيل مؤسسة الأزهر فى هذا المحفل الكبير.
كيف طور اشتراكك فى المسابقة من مهاراتك؟
جعلنى أقرأ بتركيز أكبر، وأطلع على جميع المجالات المختلفة، علاوة على إعطائى نظرة ثقافية على إصدرات وقطاعات لم أقرأ فيها من قبل، وأحب اكتشاف مجالات جديدة، كما أن الاستفادة أكبر أتت من مقابلتى طبقة جديدة، من المثقفين، وهو ما يستدعيك إلى تطوير نفسك لتضاهى المكان الذى أنت فيه.
من هو المنوط بتولى المسئولية فى التشجيع على القراءة الدولة أم الأسرة؟
المشكلة فى القراءة ليست مشكلة إمكانات، بقدر ما هى مشكلة فكر، وهو ما يحتاج إلى عمل دعاية فكرية لدى الناس، فهم لا يعرفون قيمة القراءة.
الدولة توفر قصور ثقافة، ومعارض ومكتبات ونوادى أدبية، لكن الناس لا تذهب إليها، ولذا عليها توعية الناس بأهمية القراءة، وهو ما يبدأ من الأسرة، وتشجيع أبنائها على القراءة بشتى الطرق.
كم كتابًا قرأته فى مسيرتك؟
مستحيل حساب أمر كهذا، فالموضوع فى الكتب ليس بالكم، فلا نستطيع إحصاء عدد حبات طبق أرز بعد أكله.
وما هو حلمك الذى تصبو إلى تحقيقه؟
أحلامى إلى حد كبير متغيرة، ولا أضع لها سقفًا، فأنا حالياً أطمح أن أصبح شيخ أزهر، وأكون فى الصدارة دوماً، وأبذل مجهودا من أجل ذلك، وليس مجرد كلام.
بعد المشاركة فى التحدى.. هل تحمل على عاتقك مسئولية التوعية بأهمية القراءة؟
بالتأكيد، فأنا داعية أزهرى، مهمتى توصيل الأفكار لغيرى وتوعية بأهميتها، فهناك بعض المراكز التعليمية فى دمياط، ألقى فيها محاضرات وندوات عن القراءة وأهميتها، والصعوبات التى قد تواجه الشباب فى ذلك، وكيف نشجع أطفالنا على القراءة، كذلك فى دروس المساجد، وخلال جلسات الأهل والأصدقاء فى محيط محافظتى.
أخيراً.. كيف نحفز أبناءنا على القراءة؟
أمر يختلف من ابن للثانى، فاستحضار الجائزة يذهب مشقة العمل، فعلى كل أب أن ينوع من الجوائز التحفيزية لأبنائه لتشجيعهم على القراءة وكلٍ على حسب شخصيته وما يحب.
وعلينا أن نعلم أن الثقافة ليست متوقفة على القراءة فقط، رغم أن لها الدور الأكبر فى ذلك، ولكن الثقافة تشمل الفيديوهات على الإنترنت، وبعض المقالات، فهناك وسائل تعليمية أخرى بجانب القراءة، يجب أن نعود أبناءنا عليها، واختيار المفيد منها لتنمية فكرهم.