كشفت دراسة أعدها الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، وممثل مصر بالمركز، وجود معوقات جديدة وخطيرة أمام اكتمال بناء سد النهضة الإثيوبى الذى بدأ العمل فى إنشائه منذ 2011، وذلك من خلال رصد حديث بالأقمار الصناعية لجسم السد.
كل العوامل الطبيعية تقف ضد أمام اكتمال البناء، وفى هذا التقرير نرصد العوامل الطبيعية التى تتسبب فى وقف بناء السد
نوعين مختلفين من التلال
وأوضحت الدراسة أنه مع مقارنة نماذج الارتفاعات مع الخريطة الجيولوجية لإثيوبيا لدراسة نوعية الصخور على الجانبين، تبين أن جانبى السد يقعان بين نوعين مختلفين من التلال، الأول «التل الأيمن» ويصل ارتفاعه إلى 1400 متر بشكل أساسى من الصخور مثل الجرانيت التكتونى «الجرانوديورايت»، والثانى «التل الأيسر» وارتفاعه 1100 متر من الصخور المتحولة مثل كلوريت الأردواز «أمفيبوليت» و«تلك شيست» و«شيست» حيوى و«جرافيت كوارتز»، وصخور رسوبية التكتل والحجر الرملى.
الصخور تتميز بسهولة التحلل
الصخور فى منطقة السد تتميز بالانقسام والتورق وسهولة التحلل، ما تسبب فى تسرب المياه وتآكل ونحر الصخور وتكوين الرمل والطين، كما تظهره الصور، وبالتالى فإن موقع السد فشل فى تقديم أساس مستقر وهو أقل ملاءمة من غيره من المناطق.
منخفضاً طبوغرافياً أمام موقع السد
وجود منخفضاً طبوغرافياً أمام موقع السد، حيث يمثل مساحة كبيرة وهو ذو تأثير خطير على جسم السد فى حالة امتلائه بما يحمله من حمولة الرواسب المقبلة من أعالى النهر فعندما يمتلئ هذا المنخفض ينحدر كل من الماء والرسوبيات المعلقة بقوة شديدة تجاه السد، ويزداد الضغط الهيدروليكى على جدران السد مما يشكل خطراً هائلاً.
تغير المناخ
التنبؤات الأخيرة لتغير المناخ تشير إلى أن العديد من مناطق العالم، ومنها إثيوبيا تشهد ارتفاع وتيرة أحداث الأمطار الغزيرة والأعاصير الخطرة. وفى عام 2016، سقطت أمطار غزيرة على الهضبة الإثيوبية فاقت 2250ملم، ما أدى لتكوين شبكة تصريف نهرى شجيرى، والتى عكست من خلال صور الأقمار الصناعية طبوغرافية المنحدرات الشديدة والحادة.
وتظهر النتائج في الفترة الماضية، أن الكتلة النوبية وموقع السد يتم التحكم فيهما من الناحية البنائية من قبل ثلاث مجموعات من مناطق الفوالق تقع اتجاهاتها فى اتجاهات (جنوب جنوب غرب) إلى (شمال شمال شرق) ومن (جنوب جنوب شرق) إلى (شمال شمال غرب) ومن (غرب جنوب غرب) إلى (شرق شمال شرق)، وتتوافق جيداً مع مناطق إجهاد القص وتلك التى تقطع الصدع الأفريقى.
منطقة زلازل
أن سد النهضة مبنيّ على "تربة بركانية" تتكون في معظمها من البازلت سهل التفتيت، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على إثيوبيا في حالة انهيار السد، كما يمثل تهديداً مباشراً للسودان وكارثة بالنسبة إلى مصر، وأن مناطق التخزين الإثيوبية هي مناطق "أنشطة زلزالية"، ما قد يتسبّب في تدمير السد، واندفاع المياه المحمّلة بالرواسب ومخلّفات الانهيار الأرضي والصخور، وهو أمر كارثي لمصر والسودان، حسب قوله.
أرض غير صالحة
ففي عام 2009 انهار أحد السدود الإثيوبية الصغيرة على نهر النيل، وفي عام 2010 انهار سد آخر بعد 10 أيام من افتتاحه بسبب الانشقاقات، إثيوبيا بها أكبر فالق في العالم، واسمه الأخدود العظيم.