38 يومًا دامي عاشها مدنيّ الغوطة، فقُتل الأهل والأصحاب والأحباب في حرب انساقوا إليها دون إرادتهم، فلم يحلموا بجاه ولاسلطان كما فكّر غيرهم، ولكّن أمنيتهم اقتصرت على العيش بأمان والنوم دون سماع قصف الطائرات ودوي الرصاص، أو حتى الهروب خوفًا من الموت.أكثر من ثلاثين يومًا، عاشها أهالي الغوطة في حرب وُصفت كونها هي الأعنف والأشرس من نوعها، منذ بداية الأزمة السورية، فقضت المدينة أيام في حصار تحت رحمة الصواريخ والبراميل المتفجرة.ومع استمرار استغاثة أهالي المدينة، قرر العالم الإنصات إليهم وإعطائهم هدنة من الموت، فبدأت اليوم الثلاثاء، سريان وقف لإطلاق النار لـ 5 ساعات، والذي دعت له روسيا، ويستمر حتى الثانية ظهرًا.ويهدف وقف إطلاق النار للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة التي يستهدفها هجوم عنيف للحكومة السورية المدعومة من موسكو.ومن جانبه، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن :"هدوء خلال الليل وحتى صباح اليوم، تخلله سقوط قذائف مدفعية"، وقال إن "الهدوء ساد بلدات وقرى الغوطة الشرقية باستثناء قصف قصير لبلدة دوما قبل بدء سريان وقف إطلاق النار".وقال مصدر في الدفاع المدني بالغوطة الشرقية، لوكالة الأنباء الألمانية، إن "طائرات سلاحي الجو السوري والروسي توقفت عن التحليق في سماء الغوطة، واستمرت المدفعية التابعة للجيش السوري في قصف جبهتي حرستا والشيفونية، وسقط جرحى بمدينة دوما بعد قصفها بالمدفعية الثقيلة صباح اليوم".وقالت مصادر مقربة من قوات النظام السوري:"من المتوقع خروج مدنيين مرضى وجرحى من الغوطة الشرقية عبر معبر مخيم الوافدين شمال شرق العاصمة دمشق، وقد حدد الجيش السوري في المنشورات التي قام بإلقائها الجمعة الماضية معابر الخروج من الغوطة".وأضافت المصادر أن اشتباكات متقطعة لا تزال مستمرة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، في مدينة حرستا وبلدتي النشابية والشيفونية جنوب الغوطة.وانتقد المجلس المحلي في الغوطة الشرقية في بيان، إخراج أهالي الغوطة الشرقية، واعتبر أنه تخيير للناس بين الموت تحت القصف أو الخروج من بلادهم وديارهم وهو تهجير قسري وتفريغ للغوطة من أهلها، وخروج الحالات الإنسانية من أجل العلاج يجب أن يكون خروجا أمناً وبضمانة الأمم المتحدة.وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد دعا أمس الإثنين، إلى هدنة يومية من التاسعة صباحاً إلى الثانية ظهراً، وفتح «ممر إنساني» للسماح للمدنيين بمغادرة المنطقة التي أسفر قصفها عن مقتل المئات منذ 18 فبراير.
الثانية ظهرًا.. الساعة الفاصلة بين الهلاك أو النجاة في الغوطة الشرقية
الثلاثاء 27 فبراير 2018 | 11:34 صباحاً
اقرأ ايضا