يزداد الأمر سوءً يومًا بعد يوم، في المنطقة العربية وخاصة في فلسطين، ولم يهدأ الكيان الصهيوني إلا بإعتراف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكن لم ينالوا ذلك إلا من الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها الحليف الوحيد لهم في المنطقة، وهى التي تسعى لتحقيق مطالبهم، ولكن ماذا عن الدول الأخرى التي تستغلها الولايات المتحدة لتقوية دورها وتنفيذ قرار ترامب بنقل العاصمة.
من المعروف أن الولايات المتحدة وإسرائيل، كيان واحد وجزأ لا يتجزأ، ولذلك فمن صالح إسرائيل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لأن ذلك سوف يعزز من تواجدها في المنطقة، وبالفعل توجه ترامب ابتدأ من وليته الرئاسية، حتى الآن إلى تحقيق هذا المطلب للحكومة الإسرائيلية، وأمر بنقل سفارته إلى القدس، ما أثار غضب العديد من الدول حول العالم، ما جعل معظمهم ينتقدون افعاله والتي كانت أبرزهم كوريا الشمالية.
وعقب ذلك حاول الرئيس الأمريكي، أن يلعب لعبته القذرة، مع جميع الدول التي تدعمه، من الدول الضعيفة التي ليس لهم تأثير في المنطقة، لكي يأمرون بنقل سفارتهم أيضًا إلى القدس، حتى يجد من يوافقوه على قراره، لكي يتغلب على المجتمع الدولي، والتي كانت أخر هذه الدول "تشيكي".
التشيكي
عزم الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، على زيارة دولة الكيان الصهيوني، في شهر نوفمبر المقبل، تمهيدًا لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس الفلسطينية، والإعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ويتضح من وراء الأمر هو الكيان الأمريكي لأنها دولة داعمه لهم، وهي ليس لها أي تأثيرات في المجتمع الدولي، ولكن أمريكا تريد الأعداد فقط لكي تظهر للعالم أن بعض الدول توافقها في قرارها.
وكتب المحلل السياسي شمعون آران، الكاتب في إذاعة "صوت إسرائيل"، اليوم الأربعاء، أن الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، يعتزم زيارة بلده في الفترة من 25-27 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تمهيدا للتصريح بنقل سفارة التشيك من تل أبيب إلى القدس.
وأكد الكاتب الإسرائيلي في تغريدة على "تويتر"، أنه إضافة للتشيك، فإن هناك دول أخرى قررت نقل سفارات بلدانها من تل أبيب إلى القدس، والتي كانت تتمثل في سلوفاكيا.
سلوفاكيا
وعلى الجانب الأخر كشف أندريه دانكو، رئيس برلمان سلوفاكيا، خلال زيارة له في الدولة الإسرائيلية، أن بلاده تنوي نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.
وأشار دانكو، إلى رغبة سلوفاكيا في فتح مركز ثقافي لها في القدس أيضًا، حسبما أفادت صحيفة "إسرائيل هايوم"، وأنه ينوي إلى تطوير علاقاتة السياسية والاقتصادية مع الدولة الأمريكية.
رومانيا
وأعلن رئيس الحزب الديموقراطي الاجتماعي الحاكم في رومانيا، ليفيو دراغنيا، قبل ذلك، أنّ حكومة بلاده قررت نقل سفارة رومانيا في إسرائيل إلى القدس، لتحذو بذلك حذو الولايات المتحدة.
وبثت قناة "أنتينا 3" عبر فضائياتها، أن دراغنيا قال إن القرار اتُخذ، والإجراءات ستبدأ"، في حين لم يصدر أي إعلان رسمي عن الحكومة حول هذا المشروع.
ووفقا لزعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يؤدي دورا حاسمًا في تسيير شؤون السلطة التنفيذية، فإنّ الحكومة برئاسة فيوريكا دانسيلا اعتمدت، ليل الأربعاء "مذكرة حول بداية الإجراءات لنقل السفارة إلى القدس".
وردا على سؤال وكالة فرانس برس، رفض المتحدث باسم الحكومة التعليق، وقد اعتمدت الحكومة هذه الوثيقة في غياب وزير الخارجية، تيودور ميليسكانو، الذي يزور تونس، وفي حال جرى تنفيذ هذا القرار، فإن رومانيا تصبح أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحذو حذو الولايات المتحدة، وكانت شائعات قد سرت في كانون الأول /ديسمبر حول هذه النيّة.
وقال دراغنيا إنّ هذا القرار "له قيمة رمزية هائلة" لأنّ لإسرائيل "تأثيرا قويا على المستوى الدولي" و"قيمة كبيرة جدًا بالنسبة إلى الإدارة الأميركية"، وأن هذا القرار سوف يكون له فائدة قوية لرومانيا.
هندوراس
وأخيرًا أصبحت هندوراس، في أمريكا الوسطى، ثالث دولة في العالم تقرر نقل سفارتها إلى القدس في تحد واضح للمواقف الفلسطينية والعربية والإسلامية.
وهلل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتصديق البرلمان في هندوراس، على نقل السفارة إلى القدس واصفا إياه بـ"الأنباء السارة".
ولفت في بيان، إلى أن "البرلمان في هندوراس اعتمد قرارا بنقل السفارة إلى القدس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيتحدث قرييا مع الرئيس الهندوراسي بهذا الشأن"، ولم يتضح بعد موعد نقل السفارة إلى القدس، لا سيما أن قرار البرلمان سبقه إعلان رسمي من قبل رئيس هندوراس خوان هيرنانديز بنقل سفارته إلى المدينة.