شهدت العلاقات المصرية الألمانية، منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد، تاريخ حافل من تطور العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية؛ خاصة وأن العلاقات لم تسير على وتيرة واحدة، في عهد الرؤساء السابقين، ولكن منذ تولي الرئيس السيسي حكم البلاد انتقلت العلاقات مما يمكن وصفه بالجمود إلى التوافق والتعاون الوثيق فى كل المجالات عقب ثورة 30 يونيو 2013.
مقاطعة جمال عبدالناصر
مع تولي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حكم المحروسة، لم تكن علاقاته بالدول الأوروبية على ما يرام؛ حيث أعلن في 1965 بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ألمانيا، لإقامتها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، إضافة إلى وقف العلاقات الاقتصادية تمامًا مع ألمانيا حتى وافته المنية.
السادات يُعيد العلاقات
بعد رحيل عبدالناصر، عمد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، على تحسين العلاقات بين مصر وألمانيا، وخاصة بعد الحرب 1973، حتى كانت هناك زيارة لـ "السادات" لألمانيا ولقاء مستشار ألمانيا الاتحادية، هليموت شميت، آنذاك، والتي أكد فيها أن العلاقة بين البلدين في هذه الفترة تعتبر علاقة صداقة وطيدة، معلنًا عن عودة المعونة الألمانية بعد انقطاعها في عهد الرئيس عبدالناصر، كما توجه بزيارة محطة نووية في ألمانيا، للتعاون مرة أخرى من خلال إنشاء محطات نووية في مصر وذلك عام 1977م.
تميز العلاقات في عهد مبارك
جاء محمد حسنى مبارك، الرئيس الأسبق، ليميز تلك العلاقات بين البلدين خاصة بعد علاقة الصداقة التي جمعت بين المستشار الألمانى هيلموت كول، وبين مبارك، من خلال مشروع ضخم "20 مدرسة" صناعية ألمانية في مصر، إضافةً إلى إرسال البعثات التعليمية إلى ألمانيا.
ألمانيا وثورة 25 يناير
مع اندلاع ثورة 25 يناير، ظهر الدعم المعنوي من ألمانيا للشعب المصري، وظهر ذلك من خلال تصريحات الجانب الألماني بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وحقها في الحرية والتعبير عن الرأي، كما ناشدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل "مبارك" في بداية الأحداث، الانصياع لرغبات الشعب وإدخال تعديلات جوهرية ترقى لمتطلبات الشعب.
انقطاع العلاقات فى عهد مرسي
وبعد الثورة، ووصول الإخوان متمثلين في محمد مرسي للحكم، اتخذت العلاقات المصرية الألمانية مصيرًا آخر، بدأت بالاعتراف الضمني بشرعية "مرسي"، لرئاسة الجمهورية في أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير، ولكن مع زيارة "مرسي" ولقائه بميركل في برلين، لم يوضح أو يُشر وقتها إلى أي تبادل في العلاقات على أي مستوى.
ومع الإعلان الدستوري لـ "مرسي"، في نوفمبر 2012، توترت العلاقات، رغم مبادرات قيادات جماعة الإخوان وعلى رأسهم سعد الكتاتني، بزيارات مكثفة لطمأنة الجانب الألماني عن أن مصر حليفهم في الشرق الأوسط، إلا أن العلاقات اتسمت بعدم الوضوح والضبابية.
السيسي يعيدها مرة أخرى
يحاول الرئيس عبدالفتاح السيسي والخارجية المصرية تكثيف جهودهم لإيضاح وتصحيح الصورة الخاطئة عن مصر لدى الدول، وبالفعل نجحت مصر في تحول الموقف الألماني من التحفظ والغموض إلى الاعتراف الشديد الوضوح بشرعية ثورة 30 يونيو الشعبية، وتأكد هذا التغيير فى الموقف الألماني فى مايو 2015، وحتى الآن.
واليوم غادر الرئيس إلى العاصمة الألمانية، برلين، للمشاركة في مؤتمر الأمن بميونيخ، حيث من المقرر أن يتحدث خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر التى تعقد صباح السبت بمشاركة المستشارة الألمانية "ميركل"، بما تعد المرة الأولى منذ تأسيس المؤتمر عام 1963 التى يتحدث فيها رئيس دولة غير أوروبية.