بدأت بشائر منظومة التعليم الجديدة تطل وتلقي بظلالها على مدارس مصر، حيث بدت أهدافها تتضح ويظهر معالمها على طلاب المحروسة، وتمثلت أولى بشائر المنظومة في مدرسة الضبعة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية، والتي تعد المدرسة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
وعرضت فضائية dmc، مساء أمس الخميس، في برنامج "مساء dmc"، تقديم الإعلامي أسامة كمال، طبيعة ذلك الصرح التعليمي الضخم، الذي سيثبت حصاد النظام الجديد للتعليم تحت قيادة الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، وتجولت كاميرا dmc، داخل مدرسة الضبعة؛ لنقل ومعرفة طبيعتها وكيفية الدراسة بها ونظامها والهدف من منهجها التعليمي.
وقد أكد حامد السيد مرعى، مدير المدرسة، أن الطالب فى الصف الثانى يتخصص فى 3 تخصصات تخدم المفاعل النووى، وهى "إلكترونيات وميكانيكا وكهرباء"، مضيفًا أن عدد الدفعة الأولى لطلاب مدرسة الضبعة النووية، يبلغ 150 طالبًا، بعدما انتقلوا مع بداية هذا العام إلى مدينة الضبعة التابعة لمحافظة مطروح، والتى لا يلتحق بها الطلاب إلا بعد تجاوز عدد من الاختبارات.
وأشار رضا عبد الحميد، وكيل مدرسة الضبعة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الطاقة النووية، إلى أن المدرسة تتكون من 6 مبانى، هى "مبنى للإدارة والفصول الدراسية، و4 ورش، ومبانى للمخازن، و2 مبنى فندقى"، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب الذى تقدموا لها 1600 طالب تم اختيارهم بعد الدخول فى اختبارات ذكاء وطبية ورياضية بالكلية الفنية العسكرية، دون تدخل بشرى نهائى.
جدير بالذكر أن مدرسة الضبعة النووية، هي الأولى من نوعها في مصر والعالم العربي، وتخدم مشروع إنشاء المفاعل النووي السلمي بالضبعة، وهي مدرسة فنية نظام 5 سنوات، وبدأت فكرة إنشائها في عهد وزير التعليم الأسبق محمود أبو النصر عام 2014، لخدمة محطة الضبعة النووية، الجاري إنشاؤها بمطروح.
ويقع مقر المدرسة الأساسي بمنطقة الضبعة بمحافظة مرسى مطروح، وبدأت الدراسة بها في مقر مدرسة تكنولوجيا الصيانة الفنية بمدينة نصر، لحين انتهاء تجهيزات مدرسة مطروح، كما أنها مدرسة داخلية، حيث تقدم لها 1200 طالب، قُبل منهم 75 فقط، 30 منهم بمحافظة مطروح بنسبة 40%، و45 من باقي المحافظات بنسبة 60%.
وقد مر طلاب مدرسة الضبعة النووية بمراحل متعددة للقبول، حيث بدأت بامتحان قدرات مكوّن من مجموعة أسئلة في العلوم والرياضيات واللغات والذكاء، وأضيفت درجات الامتحان على درجات الطالب بالشهادة الإعدادية، وتم ترتيب الطلاب تنازلياً بشكل إلكتروني دون أي تدخّل بشري، وبعد ذلك أُجريت مقابلات شخصية للطلاب، لاختيار أفضلهم للالتحاق بالمدرسة.
ويوجد بمدرسة الضبعة 3 أقسام أساسية، هي: (كهرباء، ميكانيكا، وإلكترونيات)، ويبدأ التخصص من الصف الرابع، حيث يدرس طلاب الصف الأول مواد عامة، مثل (فيزياء، كيمياء، رياضيات، لغة عربية وإنجليزية)، بالإضافة إلى (ورش ميكانيكا، وكتاب عن تكنولوجيا الطاقة النووية) أعدته هيئة الطاقة النووية.
ويتم تدريب معلمي المدرسة البالغ عددهم (22 معلمًا) لمدة شهر في (هيئة الطاقة النووية)، وخلال وجود الطلاب بالقاهرة يتم تدريبهم في هيئة المحطات النووية، وهيئة الطاقة الذرية بالقاهرة وأنشاص، ثم ينتقل الطلاب إلى مدرسة الضبعة مع بداية الفصل الدراسي الثاني.
وأخيرًا يتم إعداد الخريجين ليكونوا فنيين بالمفاعل النووي السلمي المقرر إنشاؤه بمنطقة الضبعة، وهذا هو الهدف المنشود من مدرسة الضبعة النووية؛ لتخريج جيل قادر على القيادة وأن يخطو بمصر للدخول في عصر النووي.