ظهر عداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للعرب منذ توليه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2017، بعد الانتخابات الرئاسية التي جمعت بينه وهيلاري كلينتون، ولم يعبأ الرئيس الأمريكي بمحاولة إخفاء هذا العداء في أي تصريح من تصريحاته.
ولكن كانت فلسطين هي الدولة الأكثر تضررًا، حيث بدأ الأمر بإعلانه عن عزمه لنقل السفارة الأمريكية من رام الله إلى العاصمة الفسطينية، القدس، تمهيدًا للاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وبالرغم من التنديدات الدولية التي واجهها هذا القرار سواء كانت من الدول العربية، أو الدول الأجنبية، بدأ الرئيس الأمريكي في تنفيذ هذا القرار بالفعل، دعمًا لدولة إسرائيل الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية.. وفي هذا التقرير نستعرض كيف كشفت الأونروا عن الوجه الحقيقي لأمريكا.
وقف الإعانة عن الفلسطينيين
لم يقتصر الأمر على نقل السفارة فحسب، حيث أعلنت الولايات المتحدة وقف الإعانة التي تقدمها إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والتي تقدم الخدمات لخمسة ملايين لاجئ فلسطيني، وتعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن وسوريا ولبنان، بمبلغ يقدر بنحو 200 مليون دولار في وقت سابق هذا العام، ثم عادت أمريكا، يوم الجمعة الماضي، لتؤكد أنها ستقطع المساعدات المخصصة للأونروا بشكل نهائي، والتي تقدر بحوالي 300 مليون دولار، والذي وافقت عليه في ديسمبر الماضي، الأمر الذي من شأنه أن يخلق أزمة، وعجزًا للوكالة، فالولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر جهة مانحة للوكالة.
هذا القرار، الذي أدى إلى مهاجمة الفلسطينيين موضحين خطورته، والنتائج المترتبه عليه، حيث أكدت الرئاسة الفلسطينية، أنه اعتداء سافر على أفراد الفلسطينيين، مشيرًة إلى اعتزامها التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، لمواجهته.
وأكد نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن هذا القرار لن يخدم السلام، كما أنه مخالف لكل قرارات الشرعية الدولية، ولذلك يجب على الأمم المتحدة أن تتخذ موقفًا حازمًأ لمواجهته، مؤكدًا أن جميع هذه الهجمات على الشعب الفلسطيني لن تزيده إلا تمسكا وإصرارًا على مواصلة النضال والصمود.
كشف الوجه الحقيقي لأمريكا
ومن جانبها أوضحت دائرة العلاقات الدولية فى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن قرار الولايات المتحدة بشأن وقف الإعانات لوكالة "الأونروا"، كشف حقيقة الادعاءات التي تنشرها أمريكا عن حرصها على الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة، مؤكدة أن هذا القرار يأتي في إطار أهداف الولايات المتحدة الأمريكية بشأن تحقيق صفقة القرن،التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ابتزاز سياسي أمريكي
أما بالنسبة لحركة حماس، فقد وصفت هذا القرار بأنه "ابتزاز سياسي أمريكي" يوضح تحيز الولايات المتحدة إلى إسرائيل، والذي من شأنه في ذات الوقت أن يضر الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين ويعرضها للخطر، مؤكده أنه لن يؤثر فى تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الشرعية، والتي جاء حق "العودة" على رأسها، وأن قضية اللاجئينهي قضية فلسطينية عربية إسلامية إنسانية "ستبقى ثابتة في وجه المؤامرات.
الخارجية المصرية
من جانبها، أوضحت الخارجية المصرية، على لسان المتحدث، السفير أحمد أبو زيد، أن هذا القرار جاء في توقيت حرج، معربًا عن القلق الذي اعترى مصر بشأن ا لأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، والتي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم.
وأكد السفير أن موقف مصر الراسخ تجاه دعم القضية الفلسطينية بشكل عام، وحقوق اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص، كما أنها حريصة كل الحرص على التواصل مع كل الأطراف الدولية خلال الفترة المقبلة لدعم الأونروا، واتخاذ كل ما هو ضروري للحفاظ على وتيرة العمل الإنساني للوكالة كأحد ركائز الاستقرار لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على استمرار ولايتها وهياكلها القائمة.
وأكد محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن، أن هذا القرار أسقط القناع الحقوقي الذي تختبئ الولايات المتحدة خلفه، مشيرًا إلى أن ما تقدمه الوكاله لا يعد شيئًا أمام ما تقدمه في المقابل للكيان الصهيوني لقتل الفلسطينيين.