كوفي عنان.. رحلة حياة الأفريقي في «الحرب والسلام» (بروفايل)

السبت 18 اغسطس 2018 | 02:50 مساءً
كتب : ياسمين الشرقاوي

«المعرفة تقود الى القوة والمعلومات تقود إلى التحرر أما التعليم فهو الوعد الذي نحظى به للتقدم».. من أهم أقوال أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي أنان، الذي قضى عشر أعوام من عمره بالمنظمة  بين الإصلاحات وإبراز دور وأهمية التعليم ونشر العدل والمساواة.

 

واليوم رحل عن عالمنا الدبلوماسي الغاني كوفي أنان، عن عمر يناهز 80 عاما، ووصفته منظمة الهجرة الأممية بالعظيم والقائد.

 

ولد «عنان» في 8 إبريل بغانا، والتحق بمدرسة مفانتسيبيم من النخبة، وهي مدرسة داخلية دينية، من عام 1954 إلى عام 1957، وتعلم هناك أن المعاناة في أي مكان تهم الناس في أي مكان»، درس في جامعة العلوم والتكنولوجيا في مدينته، والاقتصاد في كلية ماك ألستر في سانت بول، مينيسوتا 1961، ثم دراسات عليا في الاقتصاد بالمعهد الجامعي للدراسات العليا الدولية في جنيف. 

 

تزوج «عنان»، من «تيتى ألاكيجا»، ولديه طفلان هما «آما وكوجو»، لكنهما انفصلا في السبعينيات من القرن الماضى، ثم تزوج من «ناين لاجرجرين»، وهي محامية حقوقية سويدية. 

 

بدأت مسيرته بالأمم المتحدة، وشغل عدة مناصب بها تنوعت بين التنظيم بالإدارة والميزانية وشؤون الوظفين وقضايا اللاجئين وحفظ السلام،  ويعد «عنان» أول من يأتي من بين صفوف موظفي الخدمة المدنية الدولية وقد خدم في أديس أبابا والقاهرة وجنيف والإسماعيلية، وبمقر الأمم المتحدة في نيويورك، وله معرفة وثيقة بأنشطة المنظمة في الميدان، وعلى مستوى القاعدة، وكذلك بآراء الموظفين على جميع المستويات وفي مراكز العمل في جميع أنحاء العالم.

 

شغل منصب المبعوث الخاص للأمين العام في «يوغسلافيا» عام 1995، ومنصب المبعوث الخاص لمنظمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» 992 أصبح مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام، ثم نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنفس المجال لمرتين متتاليتين، ويعد عنان هو الأمين العام السابع للأمم المتحدة، ويُعد أول دبلوماسي إفريقي يشغل ذلك المنصب.

 

أعطى الأمين العام للأمم المتحدة الأولوية، لوضع برنامج إصلاح اقتصادي يهدف إلى تنشيط الأمم المتحدة، بعدما كانت تعمل بشكل تقليدي في مجالات التنمية، ويزخر تاريخه بالعديد من المواقف المميزة والجوائز البارزة التي لم يحصل عليها سوى القليل، فقد حصل هو والأمم المتحدة على جائزة «نوبل» للسلام في عام 2001 لقاء جهودهم من أجل عالم أفضل تنظيما وأكثر سلما، ومنحته أكثر من 30 جامعة في جميع أنحاء العالم درجة فخرية.

 

عُرف عنان بكونه مؤيد لحقوق الإنسان، وهو ما مكنه من استعادة ثقة الجمهور بمنظمة الأمم المتحدة من خلال التواصل معهم وإيمانه القوي بالقيم العالمية للمساواة والتسامح، وبرز دوره إنشاء جهازين حكوميين دوليين جديدين هما لجنة بناء السلام ومجلس حقوق الإنسان في عام 2005، فضلًا عن دوره المحوري في إنشاء الصناديق التمويل العالمية لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

 

تعد معارضته لغزو العراق وبرنامج إيران النووي في عام 2003 من أبرز مواقفه داخل المنظمة، وبعد تقاعده من الأمم المتحدة في عام 2006، عاد إلى غانا حيث يشارك مع عدد من المنظمات الأفريقية وكذلك العالمية.

 

في 4 سبتمبر عام 2012، نشر «عنان» مذكراته، بعنوان «التدخلات: حياة في الحرب والسلام».

اقرأ أيضا