في أمسية أدبية تعقد أسبوعياً في مقر اتحاد الأدباء والكتاب فى العراق، كان الروائي علاء مشذوب جالساً مع عدد من الشعراء والكتاب، يتبادلوا فيما بينهم الكلام والضحكات فما إن خرج الفقيد الدكتور من الأمسية وأثناء العودة إلى منزله في شارع ميثم التمار في منطقة باب الخان، غافله مسلحون بثلاثة عشر رصاصة من سلاح رشاش، ما أدى إلى موته.
"من هو علاء مشذوب "
كان مشذوب كاتباً جريئاً لا يخشى إسقاط التابوهات السياسية والدينية في كتاباته يتكلم عن الفساد وتردي الواقع الحكومي يصبح ضحية كلمته الحرة المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وإنهاء معاناة المواطنين.
يذكر أن علاء مشذوب عبود من مواليد عام 1968، تخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1993، وبعد حصوله على الماجستير، تمكن من الحصول على دكتوراه فنون جميلة عام 2014.
كما أصدر عام 2008 منجزه الأول بعنوان "الوطن والوطنية"، بعدها توالت مجاميعه القصصية "ربما أعود إليك"، و"الحنين إلى الغربة"، و"زقاق الأرامل"، و"خليط متجانس" و"لوحات متصوفة".
كذلك ألّف عدداً من الروايات منها: مدن الهلاك ـ الشاهدان، وفوضى الوطن، وجريمة في الفيسبوك، وأدم سامي ـ مور، وانتهازيون ولكن، وحمام اليهودي، وشيخوخة بغداد، وبائع السكاكر، وجمهورية باب الخان، ورصيف الثقافة.
آخر ما كتب مشذوب
كتب في آخر منشور له قبل رحيله بساعات على موقع فيسبوك: "اقتحم شحاذ جلستهم، فارتسم على وجوههم الضجر، شحاذ ممل، رث الثياب، يكرر عباراته، ورحت أتفكر بها، وقلت في نفسي، الأديب لا يكرر نفسه في نصوصه كي لا تفقد كلماته سحرها وتأثيرها ومعناها، ولذلك هو مبدع، أما الشحاذ فلا يفقه هذا السر، لذلك هو يكرر كلماته أو عباراته الممجوجة، كلمات ميتة لا حياة فيها أو موسيقى، وظنه أنه يستدر عطف الناس بهذا التكرار، الشحاذ يمتلك ذاكرة سيئة حينما يكرر دعاءه ومكانه وملابسه الرثة، لأنه يعيش قلق المحصول الآني، بينما المعطي يعيش قلق التحصيل من وراء عطائه. إن الخطاب المرسل من الشحاذ مثل الإعلان التلفزيوني أصفر الجوهر لكثرة تكراره، بعضهم يعطيه تجنباً للحرج، وبعضهم يعطيه كي يغرب عن وجهه، وقليل منهم من يعدها صدقة تضاعف له في الغيب. فقد مد الحاج مهدي يده في جيبه لينفحه بورقة نقدية من فئة الألف دينار ليتم حديثه، بعد أن شعر باهتمام المحيطين به".