«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».. كلمات رددها المصريون بربوع المحافظات في توقيت ويوم واحد، للخروج من النفق المظلم الذي تسبب فيه النظام الأسبق، والذي استمر 30 عامًا كاملة.
«تحيا مصر» بقدر ما حمل الهتافات الخالدة منذ نحو 8 أعوام رسالة أمل في الثقافة السياسية المصرية ورقي الشعب المصرى للفاشية المتسترة، والاستسلام للتدهور العام ولقوى الهيمنة ومخططات تزييف الوعي والتاريخ، فإن هذا اليوم سيظل علامة تاريخية بارزة ومشرفة في حياة أي مصري لانتصار الهوية المصرية، والثقافة الوطنية.
ومن هنا أكد حسن شاهين، أحد مؤسسي حركة تمرد في حواره مع شبكة أخبار "بلدنا اليوم"، أن المشهد السياسي حدث به العديد من التغيرات التي طرأت على الساحة، وإلى نص الحوار.
كيف ترى المشهد السياسى بعد قيام ثورتين فى مصر وحتى الآن؟
المشهد السياسي بعد قيام ثورتين في مصر، بالتأكيد هو مشهد غير ثابت على الإطلاق فقد مر بالكثير من التغيرات والمراحل الصعبة، والتي لم تكن فى مخيلة أحد أن نمر بها، ونتج عنها تغير طرق إدارة الدولة وتعاملها مع كافة الملفات ووضع الصحة والتعليم على رأس الآولويات.
أما عن ممارسة العمل السياسي، فقد أصابها الضمور؛ بسبب إخفاقات القائمين على الأمر واصطناع بعض الأحزاب التي لم يكن للقائمين عليها أي نوع من معايير العمل، كما أنهم لم يجيدوا كيفية التواصل مع الشارع الحقيقي.
هل كانت ثورة 25 يناير وراء التعددية الحزبية؟
الحياة الحزبية شهدت حالة من التعددية مؤخرًا؛ ولكن أغلب قيادات الأحزاب تسعى حاليًا إلى تحقيق المصالح الشخصية والمكاسب المادية فقط.
ماذا عن دور الشباب الآن على الساحة؟
منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وأصبح للشباب مكانة ودور مختلف عند الدولة المصرية كما أصبحوا محط أنظار الجميع، خاصة وأنهم قادة المستقبل، وبالرغم من ذلك إلا أن البعض قد أصيب باليأس بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد الآن، ولذلك يجب على كيانات الدولة أن تسعى لتدريبهم وتأهيلهم سياسيًا للتعامل مع كافة المجالات الحياتية والسياسية.
هل حققت 25 يناير القدر الكافي من حقوق الإنسان المهدرة؟
بالفعل أعادت الثورة جزء من حقوق المواطن البسيط المهدرة قبل الثورة، مما جعلت كرامة المواطن محط أنظار الجميع، وبالرغم من ذلك إلا أن بعض المستفيدين جعلوا من حقوق الإنسان ملف شائك في التعامل معه.
أين اختفت حركة 6 أبريل الآن؟
صعود حركة 6 أبريل للحياة السياسية، كان نتيجة للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها البلاد مؤخرًا، مما اضطر لتواجدها للدفاع عن المواطن والبحث عن حقوقه، وبالرغم من ذلك إلا أنها هي أيضًا من قضت على مسيرته السياسية، وذلك بانعزالها عن الشارع.
وظلت في عالمها الافتراضي الذي يبعد كل البعد عن مطالب المواطن وقضايا المصريين، منحصره في الدفاع عن قضايا النخبة.
بعد مرور 8 سنوات على ثورة 25 يناير هل حققت أهدافها؟
حققت الثورة بالفعل جزء من أهدافها ولكن لا يزال الأمل والعمل هما الأساس في تحقيق ما خرج إليه المصريون في 25 يناير و30 يونيو.
كيف سيكون المشهد الآن إذا لم تندلع ثورة 25 يناير؟
إن لم يخرج المصريون إلي الميادين للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي كانت تمر بها البلاد في ذلك التوقيت، فكانت الدولة المصرية ستتأخر كثيرًا عن إطلاق مسيرة الإصلاح والبناء والتنمية.
هل كافة الأوضاع الداخلية والخارجية مطمئنة أم تدعو للقلق؟
الأوضاع الخارجية تحسنت بكثير عما كانت عليه في السابق، وبدأت الدولة المصرية في استعادة مكانتها وريادتها من جديد، وذلك بعد غياب دام لسنوات طويلة.
أما عن الأوضاع الداخلية، فقد استقرت الآن إلى حد كبير، ولكن لازال هناك بعض الضغوط الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن ويجب أن توضع في عين الاعتبار بالنسبة للإدارة المصرية.