ذكرى أكتوبر 1973، انتصار عظيم وذكريات لا ننساها أعادت لكل مصرى العزة والكرامة والحفاظ على تراب الوطن من كل معتدٍ أو محتل، بعد أن تمكن الجندى المصرى من إثبات جدارته فى الحفاظ على شرف بلاده واسترجاع أرضه من المحتل الإسرائيلى، فلم يكن حلم العبور مجرد خواطر لدى الجنود أو حتى كبار الضباط، بل كان بمثابة السباق الذي يتنافس الجميع على نيل شرف الفوز بالمراكز الأولى به، لذا سطر الأبطال إنجازاتهم بحروف من ذهب، وكان من هؤلاء الأبطال الشهيد الرقيب محمد حسين محمود سعد، أول من ضحى بروحه في حرب 73.
محمد حسن من مواليد عام 46 الذي تربى ونشا في قرية سنديون محافظة القليوبية، وانضم للقوات المسلحة عام 1968 كأحد جنود الاستطلاع، وقبل الحرب بشهر واحد تزوج "حسين" وكان له زيارة واحدة لأهله خلال أول وثاني أيام رمضان، كانت الزيارة الأخيرة قبل أن يلقى الشهادة.
" العدو يا فندم على بعد 10 أمتار".. كانت تلك آخر كلمات الشهيد محمد حسن قبل لقاء ربه حينما أبلغ قائده بتلك الإشارة، ورغم قصر المدة وأنه أول من سقط في صفوف المصريين، إلا أنه كان أول العابرين مع قوات الجيش الثالث الميداني لخط بارليف، فمع انطلاق ساعة الصفر وإعطاء إذن للبدء في الهجوم، كان من بين الصفوف الأولى للقوات التي وجهت أقسى الضربات إلى العدو الإسرائيلي، إلى أن استُشهد بمنطقة التمساح بسيناء ثم لقي ربه ودُفن بمقابر الشهداء بالإسماعيلية.
الأسرة أحبت أن يدفن ولدها بجانبهم، لذا قاموا في نفس العام بنقل جثمانه مرة أخرى من مقابر الشهداء بالإسماعيلية إلى مقبرة خاصة ببلده، وفي مشهد ملائكي وسط الحشود الكبيرة وارتفاع الصيحات "الله أكبر" والشعور الممزوج بالفرحة والحزن أعادت أسرته مراسم الدفنة مرة أخرى، وتم تسجيل اسمه في الموسوعة العالمية كأول شهيد لنصر1973.
موضوعات متعلقة..
بطل ملحمة كبريت.. إبراهيم عبد التواب آخر شهيد في الحرب
المنسيون فى الحرب.. إنجازات الأبطال على خط النار (ملف خاص)
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
