كغيره من أبناء قريته بدأ يتسرب إليه هاجس البحث عن كنوز الأرض، حصل على ما تيسّر من التعليم، وبدأ بالبحث عن عمل يُناسبه، فكّر كثيرّا في الهجرة لكن ظروفه لن تسمح له لفعل هذا الأمر.
برفقة أصدقائه كان يستمع كثيرّا إليهم وهم يتحدّثون عن مغامراتهم مع استخراج الآثار، لكن لم يُحاول «شاهين» أن يشغل باله بتلك الأفكار، حتى جاءت اللحظة الفارقة في حياته، والتي غيّترتها إلى الأبد.
أحد دجّالين قريته الصغيرة بإحدى محافظات الصعيد، وأثناء تواجد شاهين برفقة أصدقائه مرّ عليهم الدجال وأخبرهم أنّ هناك كنزّا يقع تحت منزل أحدهم، وطلب منهم البحث عنه، وكعادة المواطنين هناك فإنّ الدجالين تنبؤاتهم دائمّا ما تكون صادقه.
قررّ الشاب ورفاقه بعد الكثير من التفكير أن يبحثوا عن الكنز والثروة، وبدأ كل منهم يخطط لأحلامه القادمة، فأقدموا على شراء الأدوات وبالفعل بدأت عملية التنقيب والحفرن واستمرّ الحال هكذا لعدة أيام، حتى تفاجأ الشباب بحركة غريبة أشبه بانهيار، حجارة وفي غفلة من الزمن انهارت الحفرة التي يحفرونها منذ أيام وكأنّ كل ما فعلوه بات أشبه بالسراب.
وبعد دقائه حاولوا الخروج ليتفاجؤا بعدم وجود أحد رفقائهم، بدؤوا بالبحث عنه حتى وجدوا آثارا من جسده بالحفرة، وقد لفظ أنفاسه الأخيره، حالة من الارتباك والتوتر بدت على وجوههم، توقف العقل عن التفكير، لم يدروا ما ذا يفعلون حتى انتابت لأحدهم فكرة، بأن يظل صديقهم في باطن الأرض هكذا وردم باقي الحفرة، وكأنّه لم يحدث شيء.
بعد مرور أيام على اختفاء الشاب، ومحاولة أهله البحث عنه فدفعهم القلق لتقديم بلاغ يفيد اختفاؤه، ومع البحث والتحقيق وبسؤال العديد من شهود العيان، أفاد بعضهم أنّهم شاهدوا الضحية برفقة أصدقائه بداخل إحدى الشقق السكنية، وتحرّكت على الفور قوات الأمن لتكتشف حفرة غريبة بداخل المنزل وبمعاينتها اكتشف جثة في باطنها، ليتضح فيما بعد أنّها جثة الشاب المفقود.
وتلقى مركز شرطة ملوى بلاغاً باختفاء مواطن يدعى "شاهين.ع" عن منزله، فوجه اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية للأمن العام بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة.
وتوصلت تحريات فريق الأمن ومباحث ملوى بقيادة المقدم محمد يوسف رئيس المباحث، إلى أن الشخص المفقود كان يتردد على منزل أحد أصدقائه وبرفقته مجموعة من الأصدقاء، وتبين لجوئهم للتنقيب عن الآثار.
ونجحت أجهزة الأمن فى القبض على المتهمين "شعبان س.أ" 55 سنة مقيم بمنطقة الأشمونين، و"أحمد ج.ت" 29 سنة، مزارع، و"محمد ج.ت" 29 سنة، و"عربى م.ع"30 سنة، و"محمود ج.ت" 47 سنة، مزارع، و"محمد م.ك" 47 سنة، مقيمون فى ملوى، واعترفوا بانهيار الحفرة على المفقود.
وكشفت التحريات والتحقيقات أن ثقافة الطمع وراء ارتكاب الجريمة، حيث أقنع أحد الأشخاص المتهمون بوجود كنز أثرى أسفل المنزل، مما دعاهم للتنقيب عن الآثار، حتى انهارت الحفرة على أحدهم ولقى مصرعه فى الحال.
واعترف المتهمون بأنهم فكروا فى التخلص من جثة صديقهم بدفن الحفرة وأسفلها القتيل، هروباً من المسألة القانونية، لكن الشرطة وصلت لهم وضبطتهم.
موضوعات متعلقة
«مذبحة الحوامدية».. هنا سكن «عزرائيل» من الليل
تورط «الأم» في واقعة قتل شاب لأسرته بالحوامدية