أمل عبد الحميد: الأزهر صحح المفاهيم المغلوطة لدى الناس عن قضايا المجتمع

الجمعة 14 سبتمبر 2018 | 08:44 مساءً
كتب : السيد موسى

بباعها الطويل في مجال حقوق المرأة، تمكنت الدكتورة  أمل عبد الحميد، منسقة المؤتمر الدائم للمرأة العاملة، في حفظ مكانها علي غلاف الأزهر، ضمن أول ظهور لسيدات غير محجبات علي صدر صفحات تلك الجريدة العريقة، وهذا أول تعامل لها مع الأزهر بشكل عام: "لا أتذكر أي شيء يربطني بالأزهر غير حديثي مع صحفية بجريدة صوت الأزهر، للتعليق علي مواقف الأزهر الأخيرة في دعم قضايا المرأة والمحافظة علي حقوقها"، حيث تفاجأت كغيرها من الجمهور العادي بظهورها علي غلاف الجريدة.

 

ربما تكون طبيعة عملها لا تربطها بالأزهر، لذا فهي كانت سعيدة بأن يكون أول تعاون بينهما ناجح بهذا الشكل، "من التسعينيات وأنا مهتمة بقضايا المرأة، إلا أنني لم أتعامل مع الأزهر، فمعظم تلك القضايا التي نتناولها خاصة بقانون الأحوال الشخصية، وحقوقها في العمل، والتأمينات، وحقها في التحرر والانطلاق والإبداع"، وتؤكد أن اختيارها جاء بناءً علي عملها كمنسق للمؤتمر الدائم للمرأة العامة.

 

الفكرة علي المفهوم البعيد، تثبت مدي تقبل الأزهر للثقافات الأخري علي عكس ما يحاول الكثيرةن الترويج له، "مش معني إن في حد مختلف عني يبقي هو وحش عندي وأنا وحشة عنده"، الأزهر ثبت عكس ذلك، "ممكن أكون حد كويس ومستنير ومتدين وفيا كل الصفات الكويسة بس بخالف الأراء السائدة والمعتقدات الغالبة وينقصني الحجاب، فإذا أنا حد سيء؟"، فالأزهر أزال تلك الصورة، وأوضح من خلال ذلك الغلاف إظهار أنه شيء طبيعي والإسلام لا يرفضه في شيء، وهذه قضية لا تختلف عن قضايا المجتمع كثيرًا كما توضح "أمل".

 

المنسقة للمؤتمر الدائم للمرأة، استنكرت بشدة أراء الرافضين لظهور سيدات غير محجبات علي غلاف الأزهر، "يتحدثون وكأنهم أعلي من الأزهر في التشريع، رغم أن الجميع يعلم أن الأزهر هو مصدر التشريع الأول"، وعن أولئك الذين طالبوا بمحاكمة المسئول عن خروج ذلك العدد، قالت: "متخلفين، وأنا شايفة الأزهر في الفترة الأخيرة بدأ يفتح قضايا كتير خاصة بالمرأة بشكل واع ومستنير، وهذا شيء نحتاجه في المجتمع وكنا نفتقده في سابق الزمان، وخاصة لما يكون في قضايا خاصة بالمرأة في التمييز والأحوال الشخصية".

 

وأشادت الناشطة في مجال حقوق المرأة، بدور الأزهر في فتح بعض الملفات التي كان لا يلتفت إليها في سابق عهده، "لما الأزهر يفتح تلك القضايا بتكون إيجابية، لأن المجتمع كان محتاج إنه يحس إن الموضوع بعيد عن الدين، فيبدأ يناقشها، لأنهم لا يرفضون المتبرجات لمجرد أنهن يخالفن الثقافة المصرية أو غير ذلك، وإنما يرفضونهن من وجهة نظر الدين حتي ولو كن مخطئات ويرون أنه لا يمكن فتح تلك الملفات وغير مستحبة"، وتظن أنه بسماع رأي الأزهر وهو يتناقش في هذه المسائل تفتح المجال للفتيات علي الأقل للدفاع عن أنفسهن فهن لا يحاربن الدين بذلك، كما يعتقد البعض.

 

ثمة أمر خطير نوهت إليه الدكتورة أمل عبد الحميد، وهو أن المصريين ربطوا العادات والثقافات التي تربوا عليها بالدين: "للأسف مرجعية البعض الذي يرون أنها دينية ثقافية، فهم تربوا علي أن خلع الحجاب حرام، إلا أنهم لم يبحثوا في الدين، ويرفضون مجرد البحث"، لذا طالبت الأزهر بفتح تلك القضايا ومناقشتها من الزاوية الدينية، لا من زاوية الاعتياد عليها والأمور الراسخة في عقول الناس، حتي تظهر الحقيقة للناس في العديد من القضايا كالتحرش وغيرها، وأن السيدة المتبرجة تستحق التحرش كما كان يقول بعض المتطرفين، متابعة: "وهذه أفضل طريقة لنشر الإسلام الوسطي من وجهة نظري".

 

السيدة أعجبت بالفكرة إلي حد كبير، "الفكرة رائعة، في أوقات بنكون محتاجين دعم وخايفين نجيب شيخ من اللي بيحرموا عمل المرأة، إزاي هجيبهم يتكلوا عن حقوقهن"، وفيما يبدو أن تلك الخطوة غيرت رأيها تمامًا، حيث وجدت أن مؤتمراتها كانت تحتاج إلي رأي ديني وسطي يوضح وجهة نظر الدين السمح لا المتشدد في العديد من قضايا المرأة التي يتناولها كل مؤتمر، كـ"عمل المرأة وقانون الأحوال الشخصية" وغيرها، وعلي الرغم من أن موضوعات المؤتمر كعملها وحقوقها لا توجد ضمن القضايا الجدلية من وجهة نظر "أمل"، إلا أنها ستدعو بعض مشايخ الأزهر لحضور مؤتمرات معها.

 

ولفتت الانتباه إلي أمر مهم، وهو أن جمال فكرة الأزهر ليس في الغلاف، وإنما هو رسالة للعالم أجمع، أرسلتها مصر عبر جريدة الأزهر، بالاعتراف بأن غير المحجبات لم يجرمن أو ينحرفن كما يراهن البعض: "إظهار الطوائف المختلفة مطلوب، ومعني الفكرة أن المحجبة محترمة وكويسة، وغير المحجبة محترمة وكويسة إلي أن تتحجب، فالحجاب ليس مقياسا لاحترام السيدات".

 

وعلي الرغم من اعتراف السيدة بأن الحجاب فريضة، إلا أنها قالت: "فريضة إلا أنه لا يعني أن هناك محترم وغيره، أو خالعته مستنيرة والأخري معقدة أو غيره مع مراعاة حقوق المسيحيين"، كما أن ظهور دكتورة أو محامية وحقوقية أو سيدة ذات قيادة ومنصب من الأقباط بالغلاف، ينعكس علي نظرة العالم لمصر والأزهر، وأننا نحترم الحجاب وغيره والمسلم والمسيحي، فمسألة الدين واللبس حرية شخصية، ولا يوجد تدخل لأحد فيها غير الإنسان وربه،: "فاللي مش بيصلي مش خلاص كافر، واللي مش محجبة مش محترمة"، هي تفعل ذلك لنفسها وذلك لها لا غيرها.

اقرأ أيضا