أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، في 2003 دخولها العراق، بحجة البحث عن السلاح النووي، وحماية المنطقة من الأخطار المحتملة، فلم يجلب هذا التدخل سوى الخراب والدمار، إلى بلاد ما بين النهرين.
وخرجت القوات المحتلة، تاركة العراق بلد منهار، مفكك، ومتصارع، مشتت الفكر، لا يملك خطط واضحة قوية تستطيع أن تنهض به في أقرب وقت ممكن.
وبعد سنوات من الدراسة والبحث، لم تساعد عن توحيد الصف بين العراقيين، خرج بيان من وزارة وزارة التخطيط العراقية، أعلنت فيه أن العراق يحتاج إلى 88 مليار دولار، حتى يستعيد قوته مرة ثانية، وإعادة إعماره.
لم يختلف الأمر عن سوريا، بعد تدخل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، بحجة محاربة الإرهاب في سوريا، وحماية الشعب السوري والمنطقة بأكملها من خطر الجماعات الإرهابية.
التدخل سوريا في حروب بالوكالة، أسفر عنه تخريب البلاد، وإنهاكها اقتصاديا، بجانب تشتيت ما يزيد عن 5 مليون مواطن سوري حول العالم هروبا من الحرب.
تعهدات دولية بالإصلاح بالعراق
عقدت عدد من الدول العربية والأجنبية، مؤتمرًا بعنوان "إعادة إعمار العراق"، في فبراير الماضي، وبلغت حصيلة المساعدات المالية، المتفق عليها للمساعدة في إعمار العراق 30 مليار دولار، من أصل 88 يحتاجها العراق، شاركت فيها أمريكا بمبلغ 3 مليار دولار، في شكل قروض واستثمارات اقتصادية.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا صحفيا، عن هذا المؤتمر، كشفت فيه تسييس مؤتمر إعادة إعمار العراق من أمريكا، وأنها لم تدفع أي شيء من المبلغ الذي تحتاجه، وأن موقع الولايات المتحدة، يعد ضربة مهينة للحكومة العراقية التي لا يمكن أن تتحمل ولو جزءًا بسيطًا من تكلفة إعادة الإعمار للحرب التي كانت نتيجة الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة في الفترة 2003-2011".
وحتى الآن، لم تتلق العراق أية مساعدات دولية، بشأن إعادة الإعمار، سواء في شكل مالي، أو مشروعات استثمارية.
إعادة إعمار سوريا
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، بالأمس، في حواره التليفزيوني مع قناة "أن تي في "، الروسية، تعليقا على تصريح للسياسيين الغربيين بأنهم "لن يعطوا سنتا لإعادة بناء سوريا طالما الأسد في السلطة": " بصراحة، هذا هو أفضل بيان للغرب طوال فترة الحرب في سوريا".
وأضاف "الغرب لن يشارك في إعادة إعمار سوريا، نحن لن نسمح لهم بذلك، ولدى سوريا ما يكفي من القوة لإعادة إعمار البلاد".
واستكمل "في العلاقات مع روسيا توجد نقطتان، الأولى نحن وروسيا معنيون بمحاربة الإرهاب والانتصار عليه في سوريا، وروسيا وكل العالم، أما النقطة الثانية وهي بعيدة الأمد، روسيا تلعب دورا مهما في إعادة بناء التوازن الدولي الذي تفكك وفقد بعد انهيار الاتحاد السوفييتي".
وهنا السؤال، ماذا لو صرح العالم بإعادة إعمار سوريا، فهل ستلقى سوريا نفس النتيجة، ويكون المؤتمر مجرد مسكن وهمي للدمار الذي تسببت فيه أمريكا؟