أدت التحولات السياسية في خريطة التحالفات الدولية بالعالم، إلى تغيير في صفقات شراء الأسلحة، بين عدة دول من بينها المملكة العربية السعودية، وتركيا.
وتغيرت وجهة السعودية وتركيا إلى روسيا، بدلا من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، بعد سنوات عديدة من إبرام صفقات الأسلحة.
من الاستيراد إلى حق التصنيع
تعد بريطانيا ثاني أكبر مصدر أسلحة للسعودية، ويوجد أكثر من 80 شركة بريطانية حصلت على رخص لتصدير السلاح إلى السعودية وعلى رأسها ثالث أكبر شركة منتجة للأسلحة في العالم وهي شركة BAE التي تنتج مختلف أنواع الأسلحة وعلى رأسها طائرات تورنيدو وتايفون المقاتلة.
واتجهت المملكة السعودية إلى روسيا مؤخرا، لشراء السلاح، بجانب نقل التقنية اللازمة لهندسة وإنتاج وإصلاح وصيانة الأسلحة وقطع الغيار في السعودية ومن ضمنها راجمة القنابل "AGS-30" إحدى أهم وأشهر المنظومات العسكرية.
جاء ذلك بعد اتجاه إيران لإبرام صفقات صواريخ روسية من بينها صواريخ إس 300 ـ وأعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن طهران «ستشتري مقاتلات وطائرات تدريب من روسيا».
وأضاف دهقان: «كما نستطيع أن نتعاون مع الروس في مجال تصميم (مقاتلات) وإنتاجها، والروس قبِلوا ذلك، زفي مجال (صنع) مقاتلات، لن نتعاون مع أي بلد سوى روسيا».
تركيا تتعاون مع عدو أمريكا
واعتمدت تركيا، على شراء أسلحتها من الولايات المتحدة الأمريكية، منذ عام 1952، بعد انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، بجانب حصولها على ترخيض بتصنيع طائرات حربية، من البنتاجون.
وتغيرت وجهة تركيا مؤخرا، حيث أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في نوفمبر 2017، توقيع اتفاقية مع روسيا لشراء منظومة (إس - 400)، المضادة لطائرات الإنذار المبكر وطائرات التشويش وطائرات الاستطلاع ومضادة أيضا للصواريخ الباليستية متوسطة المدى، مشيرا إلى أن بلاده سددت دفعة أولى إلى موسكو.
وأكد رئيس شركة «روستيخ» الحكومية الروسية سيرغي تشيميزوف شراء تركيا 4 بطاريات صواريخ «إس - 400» من روسيا بقيمة 2.5 مليار دولار.
وكشفت الولايات المتحدة عن مخاوفها تجاه حصول تركيا على هذه الأسلحة، وصرح السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين قال إن "إف 35" أكثر طائرات الناتو تطورا وتقدما، واذا حصلت تركيا على "إس 400" فسوف يتيح هذا لروسيا أن تجمع المعلومات التي تفضي إلى كشف أفضل طريقة لمهاجمة "إف 35".
واتجهت تركيا لشراء روسيا، بعد دعم الولايات المتحدة الأمريكية، لانفصال إقليم كردستان، وأكد الرئيس التركي، «من يرفضون بيع الأسلحة إلى تركيا بمقابل مدفوع أرسلوا 3000 شاحنة أسلحة مجانا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الذي سماه التنظيم الإرهابي) في سوريا.
وتخشى تركيا انفصال كردستان، لأنه يهدد استثماراتها هناك، والتي تقدر بحوالي 40 مليار دولار، بجانب اعتماد الأتراك على استيراد النفط من الإقليم، بعدد 300 ألف برميل يوميا.
تودعم الولايات المتحدة الأمريكية، البيشمركة (القوات المسلحة الكردية)، بالسلاح منذ بدء قتالها في العراق، وفي أبريل 2017 صدر بيان عن وكالة التعاون الأمني التابعة لـ"البنتاجون"، كشفت فيه عن أكبر صفقة تسليح تقدمها أمريكا للقوات الكردية بالعراق، حيث وافقت على بيع أسلحة ومعدات بقيمة 295.6 مليون دولار لوحدات البيشمركة، واستكملت أمريكا دعمها للإقليم الكردي، بعد إعلان رغبتهم في إقامة دولة مستقلة "كردستان".