مين اللي ما يحبش فاطمة

الخميس 30 مارس 2017 | 03:14 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

فاطمة التي رأيت في قصتها نفسي وقصص فتيات أخريات ينحتن في صخر المجتمع المظلم الخانق لشق طريقهن إلى النور والبراح في ملكوت الله. فاطمة بأعوامها الـ27، ابنة قرية "دورة" بمحافظة المنوفية تخرجت في كلية الآثار جامعة القاهرة بتقدير عام "بالزق" على حد وصفها، لكنها تمكنت في عامين فقط من منحتها الدراسية من تحقيق ما يمكن لغيرها أن يحققه في أعوام، فهي الآن حاصلة على درجة الماجستير في ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة من جامعة Caledonian university بالمملكة المتحدة، وتعاقدت معها جامعتها على تمويل كتاب يحمل بين طياته تجربتها الثرية الملهمة وقصة حياتها. حصل مشروع تخرجها على المركز الأول على مستوى الجامعة، يتم استشارتها والاستعانة بها في وضع المناهج في تخصصها في الجامعة، تم تكريمها من قبل جامعتها Glasgow Caledonian university ، كما تمثلها فاطمة في العديد من المؤتمرات داخل المملكة المتحدة وخارجها. بدأت حكاية فاطمة مثل أي حكاية معتادة ومألوفة في أغلب المنازل المصرية والعربية، فتاة من أسرة متوسطة تخرجت من الجامعة وتمت خطبتها سريعا لتلحق بركب الزواج، قصة معتادة لفتاة استثنائية طموحة لم تشعر بالسعادة لمجريات أحداثها، فقررت أن تعيد تشكيل السطور المعتادة لسطور جريئة تحمل قرارات جريئة، أرجأت معها مشروع الزواج وظلت لمدة عامين تقدم طلبات على منح دراسية خارج مصر، حتى نالت مرادها بالفعل، واتخذت خطواتها الأولى في طريق النجاح وبناء بروفايل مهني قوي يساعدها على شق طريقها. حررت فاطمة رأسها، حررتها من الأفكار البالية والتقاليد والقوالب المعتادة، والأهم من ذلك أنها حررتها من "كلام الناس"، الذين لا تتوقف ألسنتهم عن أذيتها حتى الآن لسفرها بمفردها طلبا للعلم، وها هي الآن وبعد عامين من سفرها تقف مبتسمة ابتسامة المنتصر بعد مجهود مضني وعناء شديد، تجني ثمار النجاح المستحق، ولا يزال أمامها الكثير لتحققه، فكما قررت هي ومثيلاتها يرغبن في ترك بصمة قوية بنعومة وذكاء الأنثى، بصمةً ذات لون وردي. لتمضين في طريقك يا كل "فاطمة"، عيشي الحياة التي تريدينها، تعلمي، ارتكبي الأخطاء حتى تعرفي، لا تخجلي من تناقضاتك ومن بشريتك ومن شغفك، لا تخشين الناس لا تخشي سوى خالقك وخالقهم، وكما قالوا قديما: ما ضر الورود وما عليها.. إذا المزكوم لم يطعم شذاها ما ضر شمس الضحى في الأفق ساطعة.. ألا يرى نورها من ليس ذا بصر وما يضر البحر أمسى زاخرا.. أن رمى فيه غلام بحجر.

اقرأ أيضا