تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة غير مسبوقة من التوترات المتصاعدة، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وتزايد المخاوف من سيناريوهات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو الأمر الذي تعتبره مصر خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
هذه التطورات، إلى جانب حالة السيولة الأمنية في ليبيا والسودان، والتجاذبات السياسية والعسكرية في شرق المتوسط، تفرض على مصر تحديات استراتيجية متصاعدة، تتطلب استعدادًا عسكريًا شاملًا ورؤية أمنية متكاملة.
جاهزون لأي معركة
من جانبه، قال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، إن مصر تعيش حاليًا مرحلة جديدة من تطوير القوات المسلحة، بدأت مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، موضحًا أن التطوير لم يكن ممكنًا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بسبب القيود الأمريكية.
وأوضح فرج، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن "الطائرات الأمريكية من طراز F-16 كانت لا تصل إلى مناطق نحتاج إلى تأمينها، وهو ما كان يمثل نقطة ضعف استراتيجية"، مشيرًا إلى أن السيسي أدرك أهمية تنويع مصادر السلاح حتى لا تبقى مصر تحت رحمة أي طرف خارجي.
وأضاف: "لدينا الآن أربعة اتجاهات استراتيجية مهددة، وهي ليبيا والسودان وفلسطين والبحر المتوسط، وكلها بؤر توتر تلزمنا بأن نكون مستعدين لأي طارئ".
ولفت إلى أن "ما حدث في اصطفاف الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثاني الميداني يُعد حدثًا غير مسبوق، لم يحدث حتى في عام 1996"، مؤكدًا أن جاهزية الجيش المصري الآن تتيح له خوض أي معركة لتأمين الحدود دون تهديد أحد.