الدكتور أحمد يونس: هل تؤسس زيارة رئيس الوزراء اللبناني إلى دمشق لتحوّل استراتيجي في العلاقات؟

الثلاثاء 15 ابريل 2025 | 10:49 صباحاً
الدكتور أحمد يونس
الدكتور أحمد يونس
كتب : بسمة هاني

قال الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن الزيارة تحمل أبعادًا مزدوجة ما بين الاحتمال الاستراتيجي والتنسيق الظرفي، معتبرًا أنها محطة تأسيسية لإعادة تطبيع مشروط للعلاقات بين بيروت ودمشق، إذا ما استُتبعت بخطوات تنفيذية جادة.

مؤشرات على تحوّل إستراتيجي في العلاقات

رغبة رسمية لبنانية بإعادة ضبط العلاقات

لفت الدكتور يونس إلى أن مستوى التمثيل السياسي المرتفع في الزيارة، التي ترأسها رئيس الوزراء اللبناني وضمّت وفدا وزاريا رفيعا، يشير إلى وجود نية واضحة لدى الدولة اللبنانية لإعادة صياغة العلاقة مع سوريا بطريقة أكثر تنظيمًا وفاعلية.

انطلاقة عهد جديد مع دمشق

وأشار إلى أن إستقبال الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، للوفد اللبناني، عوضا عن الرئيس السابق بشار الأسد، يؤسس لمرحلة سياسية مغايرة، ويكرس واقعًا جديدا في العلاقات الثنائية، لا سيما بعد التغيرات التي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة.

العلاقة بين البلدين

وأوضح يونس أن الإتفاق على تشكيل لجان وزارية دائمة لمتابعة ملفات مشتركة مثل الأمن، الاقتصاد، والقضاء، يخرج الزيارة من الإطار البروتوكولي إلى مسار عملي يهدف إلى مأسسة العلاقة وليس مجرد تنسيق مرحلي.

مراجعة الإتفاقات القديمة وطرح بدائل

وشدد على أنّ طرح مسألة إعادة النظر في الإتفاقيات الموقعة سابقًا، والسعي لتوقيع اتفاقيات جديدة يكشف عن نية لبنانية وسورية لإعادة بناء العلاقة من الصفر على أسس أكثر توازنًا واحترامًا للمصالح المشتركة.

هل تفرض الضرورات التنسيقية هذا الإنفتاح؟

طابع عملي طارئ للزيارة

ونوّه الدكتور يونس إلى أنّ التركيز الأساسي خلال المحادثات كان على ملفات ملحة مثل التهريب عبر المعابر غير الشرعية، ترسيم الحدود، وعودة اللاجئين، ما يمنح الزيارة طابعًا عمليًا أكثر منه سياسيًا شاملًا.

دور إقليمي لا يمكن تجاهله

وأشار إلى أن الرعاية السعودية غير المباشرة للقاء عبر مظلة إجتماع جدة، توحي بأن هذه الخطوة لا تأتي من فراغ، بل تقع ضمن سياق إقليمي أوسع يهدف إلى تهدئة الملفات المشتعلة وإعادة هندسة التوازنات في المنطقة، وبالتالي فهي ليست مبادرة لبنانية سورية خالصة.

غياب الخطوات التنفيذية الفورية

وأكد يونس أنّه، ورغم التوافق على الكثير من الملفات، فإنّ الزيارة لم تُفضِ حتى اللحظة إلى توقيع أي إتفاقيات جديدة، ما يعني أنها ما زالت في طور الاستكشاف وتبادل النوايا، وليس تحوّلًا حاسمًا ونهائيًا في العلاقات الثنائية.

هل تتحوّل هذه الزيارة إلى بداية مسار جديد بين بيروت ودمشق؟

طرح الدكتور أحمد يونس هذا السؤال تفسيرا لموقفه، مشيرا إلى أن الإجابة عليه رهن بالتطورات المقبلة، ومدى استعداد الطرفين لترجمة التفاهمات إلى سياسات عملية، مشددًا على أنّ النية موجودة، ولكن النوايا وحدها لا تكفي.

اقرأ أيضا