أكد الدكتور رامي زهدي، مساعد رئيس حزب الوعي، الخبير السياسي والإقليمي، أن جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي لدول الخليج، تأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث تواجه المنطقة تحديات غير مسبوقة، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحرب في غزة، أو بملفات الأمن القومي العربي، والاستقطاب الدولي المتصاعد، إضافة إلى الحروب التجارية والاقتصادية بين قوى العالم الكبرى.
وأضاف زهدي،في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم ، أن الزيارة تعكس حرص القيادة المصرية على توطيد العلاقات مع الأشقاء في الخليج، باعتبارهم شركاء استراتيجيين في صياغة مستقبل المنطقة. كما تُعد رسالة وحدة وتماسك في وقت تشتد فيه الحاجة إلى بناء موقف عربي موحد وفاعل.
الملفات المطروحة على طاولة المباحثات
وحول أبرز الملفات المتوقعة، أوضح زهدي، أن تطورات الأوضاع في غزة، وسبل وقف العدوان الإسرائيلي، ومنع تهجير الفلسطينيين، ستكون على رأس الأولويات، إلى جانب التنسيق في الملفات السودانية، اليمنية، والليبية.
وأشار أيضًا إلى أن الملفات الاقتصادية ستحظى باهتمام خاص، سواء في دعم الاقتصاد المصري، أو تعزيز التعاون في مجالات الطاقة، التحول الرقمي، الأمن الغذائي، والاستفادة من الخبرات المصرية.
انعكاسات اقتصادية محتملة
وعن تأثير الزيارة على العلاقات الاقتصادية، أكد زهدي أن العلاقات المصرية الخليجية راسخة، لكن المرحلة الحالية تتطلب تطويرها على أسس أكثر استدامة. قد تشهد الزيارة إطلاق مبادرات جديدة، أو اتفاقات استثمارية تدعم رؤية مصر 2030، وتخلق فرص عمل حقيقية.
زيارة قطر.. خطوة للمصالحة وتعزيز الشراكة
وأشار زهدي ، إلي أن زيارة الرئيس السيسي خطوة مهمة في مسار المصالحة وتدشين مرحلة جديدة من العلاقات المصرية القطرية، لا تقتصر على العلاقات الثنائية، بل تشمل أيضًا تنسيقًا إقليميًا في قضايا كبرى. قطر طرف فاعل إقليميًا، وتمتلك تواصلاً مؤثرًا مع أطراف عديدة، ويمكن لمصر أن تبني معها شراكة استراتيجية ناجحة.
واختتم زهدي حديثه قائلاً: "مصر ودول الخليج تمثلان معًا ركيزة النظام العربي، وأي نظام إقليمي جديد لن يُكتب له النجاح دون دور محوري لهما. الزيارة تمهد لتحالفات اقتصادية وأمنية طويلة الأمد تضمن الاستقرار والتنمية لشعوب المنطقة."