طالب الدكتور طارق محمود، أستاذ الإرشاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، بضرورة العودة إلى الطبيعة والاعتماد على النباتات الطبية والعطرية فيما يُعرف بـ"الأدوية الخضراء" كبديل آمن ومستدام للأدوية الكيميائية، التي باتت تُشكّل تهديدًا حقيقيًا على صحة الإنسان والبيئة على حد سواء.
خبير زراعي يطالب بالعودة إلى الطبيعة واعتماد "الأدوية الخضراء" بدلًا من الكيماويات
وأوضح الدكتور طارق في تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم"، أن الاستخدام المتزايد للأدوية الكيميائية خلال العقود الأخيرة، ورغم مساهمته في علاج العديد من الأمراض، إلا أنه ارتبط بظهور آثار جانبية خطيرة على المدى الطويل، مثل اضطرابات الكبد والكلى، ومشاكل الجهاز الهضمي والمناعي، فضلًا عن تزايد مقاومة بعض الأمراض للمضادات الحيوية.
وأشار إلى أن النباتات الطبية مثل النعناع، والبابونج، وحبة البركة، والزنجبيل، والكركم، تمتلك خصائص علاجية فعّالة أثبتتها الدراسات العلمية، وتستخدم منذ آلاف السنين في العديد من الثقافات، ولا تزال تحظى بثقة كبيرة في أنظمة الطب التقليدي مثل الطب الصيني والهندي.
وأكد أن "الأدوية الخضراء" تعتمد على مواد طبيعية خالية من المركبات الكيميائية الصناعية، ما يجعلها أكثر أمانًا على الصحة العامة، كما تساهم في تعزيز مناعة الجسم بشكل طبيعي. وأضاف أن التوسع في زراعة النباتات الطبية يمكن أن يمثل فرصة اقتصادية واعدة لمزارعي الريف، خاصة في ظل توجه الدولة نحو التنمية الزراعية المستدامة.
ودعا الدكتور طارق محمود إلى تشجيع البحوث العلمية في مجال الطب النباتي، وتطوير صناعات دوائية تعتمد على الأعشاب المحلية، مع ضرورة إدخال مفاهيم الطب الأخضر ضمن المناهج التعليمية والتوعوية، لتحقيق التوازن بين الصحة والبيئة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن العودة إلى الطبيعة ليست مجرد توجه علاجي، بل هي ضرورة حتمية للحفاظ على صحة الإنسان واستدامة الموارد الطبيعية، في ظل ما يشهده العالم من تحديات صحية وبيئية متفاقمة.
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
