السيد هاني: لماذا لن يضرب ترامب إيران؟ بين السلاح النووي والغموض الإستراتيجي (خاص)

الاحد 13 ابريل 2025 | 03:55 مساءً
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية
كتب : بسمة هاني

قال السيد هاني، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، والكاتب المتخصص في الشؤون الدولية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إنّه منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران عام 2018، بدأ العالم يتحدث عن أن طهران باتت على بُعد أسابيع فقط من إنتاج القنبلة النووية.

نسبة تخصيب اليورانيوم 

وأوضح أن طهران رفعت نسبة تخصيب اليورانيوم من 3.5% إلى أكثر من 60%، بل وهناك تقارير تشير إلى أنها تجاوزت 90%.

وأشار السيد هاني إلى أن السنوات مرّت، والأسابيع تحولت إلى شهور، بل إلى أعوام، دون إعلان صريح عن إمتلاك إيران للسلاح النووي، رغم أن مؤشرات كثيرة توحي بأنها إنتهجت سياسة الغموض شبيهة بما تتبعه إسرائيل في هذا المجال. وقد صدرت تقارير عن جهات دولية موثوقة، تؤكد امتلاك إيران كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج ست رؤوس نووية.

ولفت إلى أن إيران ما زالت تتمسك برواية الاستخدام السلمي لبرنامجها النووي، إستنادًا إلى فتوى أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي تحرّم إنتاج واستخدام السلاح النووي.

و في المقابل، قال السيد هاني إن القاعدة الفقهية الضرورات تبيح المحظورات تفتح الباب أمام إصدار فتوى جديدة تُجيز إنتاج القنبلة في حال وقوع عدوان عسكري.

وأوضح أن هذا الإحتمال ليس نظريًا، بل جاء على لسان مسؤولين إيرانيين، وعلى رأسهم علي شمخاني، الذي صرح بأن بلاده ستنتج السلاح النووي وتُخفي مخزونها من اليورانيوم في أماكن غير معروفة إذا ما تعرّضت منشآتها لهجوم.

 أكد السيد هاني أن هذا السيناريو قد تحقق بالفعل، مشيرًا إلى أن إيران باتت تتحدث مع الولايات المتحدة بثقة، واضعة شروطًا مسبقة لأي حوار، وهي رفض التفاوض تحت التهديد، والتمسك بمبدأ التكافؤ، وإجراء الحوار بطريقة غير مباشرة.

وأشار إلى أن ترامب أصر على الحوار المباشر، وأرسل مبعوثه الخاص إلى مسقط للقاء المسؤولين الإيرانيين، لكن طهران تمسكت بموقفها، ونجحت الوساطة العمانية في التوصل لصيغة تتيح بدء المحادثات بطريقة غير مباشرة، تتطور لاحقًا إلى لقاءات مباشرة إذا ظهرت مؤشرات إيجابية.

وقال السيد هاني إن الموقف الأمريكي بدأ يتراجع، حيث نقلت أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب مستعد لتقديم تنازلات، وأنه يفضل حلاً دبلوماسيًا يمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وإستطرد قائلاً: إن محادثات مسقط قد لا تسفر عن نتائج كبيرة، لكنها ستحقق على الأقل تهدئة التوتر، وتمنع اندلاع مواجهة عسكرية، مشيرًا إلى عاملين رئيسيين خبرة إيران التفاوضية، ورغبة ترامب في تجنب تكلفة المواجهة العسكرية.

وأردف قائلاً: إن واشنطن تعلم جيدًا أن أية ضربة عسكرية لإيران لن تكون مجدية، خصوصًا بعد أن زودت روسيا طهران بأحدث أنظمة الدفاع الصاروخي والطائرات المقاتلة، وحصنت بها المنشآت النووية المنتشرة في مواقع جبلية تحت الأرض.

وأكد أن تدمير البرنامج النووي الإيراني أصبح شبه مستحيل، حتى باستخدام القنابل الخارقة، لأن البنية التحتية للبرنامج محمية بإحكام، والدفاعات الجوية الروسية المتطورة ستكون بالمرصاد لأي هجوم أمريكي.

وشدد على أن التعاون العسكري بين موسكو وطهران يتجاوز الدعم الدفاعي، فقد دعمت إيران روسيا في حربها ضد أوكرانيا بطائرات مسيّرة وذخائر، مقابل دعم روسي إستراتيجي يعزز مناعة إيران ضد أي عدوان.

وقال السيد هاني إن الرئيس ترامب بات مقتنعًا بعدم جدوى الخيار العسكري، وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بذلك، ما أصابه بخيبة أمل.

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى فشل زيارته لواشنطن.

وقال إن أمريكا جاءت إلى مسقط بحثا عن مخرج دبلوماسي، و"ورقة توت" تحفظ لها ماء الوجه بعد أن تأكدت من إستحالة تنفيذ تهديداتها.

وإن لم تقدم إيران هذه الورقة، فقد تلجأ واشنطن إلى "ضربة إستعراضية" بالتنسيق مع موسكو وطهران، على غرار ما جرى في سوريا من قبل.

اقرأ أيضا