قاد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس أحد الشعانين صباح اليوم الأحد، من داخل الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية، وذلك بمشاركة عدد من الأساقفة والكهنة وأعداد من المصلين.
أبرز المناسبات الدينية في المسيحية
يعتبر أحد الشعانين من أبرز المناسبات الدينية في المسيحية، حيث تسترجع الكنيسة ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حين استقبله الناس بالترحاب، مرددين "أوصنا لابن داود"، وناشرين ثيابهم في الطريق، بينما لوّح آخرون بسعف النخيل وأغصان الزيتون في مشهد مهيب.
وتحمل رموز هذا اليوم دلالات عميقة، فالنخيل يعكس قوة الانتصار الروحي، والزيتون يرمز إلى السلام والتقديس الداخلي، ما يجعل من المناسبة تذكيراً بضرورة الجهاد الروحي في طريق الإيمان للوصول إلى الحياة الأبدية.
يتحوّل أحد الشعانين – أو كما يعرف أيضًا بـ"أحد السعف" – إلى احتفال روحي يحمل رموزًا ودلالات تاريخية عميقة، حيث تتزين الساحات المحيطة بالكنائس بأكشاك بيع السعف، ويتفنن الباعة والأهالي في تشكيله إلى صلبان وخواتم وقلادات ترمز للحياة الأبدية والانتصار الروحي.
وترجع تسمية "الشعانين" إلى الكلمة العبرية "أوشعنا"، والتي تعني "خلّصنا"، وهي الهتافات التي رفعها سكان أورشليم عند استقبالهم للمسيح، تعبيرًا عن رغبتهم في الخلاص من الاستبداد الروماني الذي أودى بحياة آلاف الأبرياء، وكانوا يأملون في أن يكون هو المنقذ المنتظر.
أما جريد النخل والسعف الأخضر، فقد حمله الناس يومها بأيديهم وهم يفرشون الطريق للمسيح، في تعبير رمزي عن السلام والخلود،فالنخيل يعد من الأشجار المعمرة التي لا تذبل بسهولة، ولونه الأخضر يحمل دلالة روحية على السلام الداخلي والأمل المتجدد.
طقوس أحد الشعانين
ويُحيي الأقباط الأرثوذكس هذا اليوم بصلوات خاصة تعرف بطقس أحد الشعانين، حيث تقام دورة الصليب بعد صلوات باكر، وتستخدم الألحان المفرحة التي تميّز هذا العيد عن بقية أيام الصوم، خاصة وأنه يأتي قبل بداية أسبوع الآلام مباشرة، والذي تبدأ فيه الكنيسة طقس التجنيز العام في نهاية القداس.
ومن الطقوس المميزة لهذا الأسبوع أن الكنائس لا تقيم صلوات الجنازات المعتادة على المتوفين، بل تخصص صلوات خاصة تُعرف بـ"البصخة المقدسة"، لتُبقي عيون المؤمنين ومشاعرهم مركزة على آلام السيد المسيح وصلبه، في انتظار قيامة الفرح والنور.