قضت إحدى المحاكم الأوكرانية اليوم السبت, بمعاقبة مراسلة صحفية بالحبس لمدة 5 سنوات, حيث أدينت بنشرها مقطع فيديو يوثق مشاهد من إحدى عمليات التجنيد الإجباري التي تنفذها مكاتب التجنيد الإجباري في أوكرانيا بحق المدنيين.
وبحسب تقرير نشره موقع "Strana.ua" الأوكراني اليوم السبت, عبر منصة "تليجرام" فإن الصحفية المعنية تعمل لصالح صحيفتين محليتين بمدينة "تشيرنوفتسى" وحكم عليها بالحبس لمدة 5 سنوات في تهمة إفشاء إحدى عمليات التجنيد الإجباري .
واُعتقلت الصحفية الأوكرانية لأول مرة في أغسطس 2024، وقد زعم الإدعاء حينها أن مقطع الفيديو الذي قامت بنشره يكشف تفاصيل هامة عن منشأة عسكرية, وهو ما يعد انتهاكا كبيرا للقوانين السارية في ظل حالة الطوارئ والأحكام العرفية في البلاد.
تعسف السلطات الأوكرانية
بينما أكدت هيئة الدفاع عن المتهمة أن المنشأة التي ظهرت في الفيديو ليست سوى "مركز تجميع إقليمي"، وهي موقع معلوم للجميع ولا تحيطه السرية، كما أن الصحفية لم تنشر أي تفاصيل خاصة بشأن الموقع. مشيرا إلى أن الصحفية وثقت عملية اعتقال شاب من قبل موظفي التجنيد، ولم تركز على تصوير المنشأة نفسها.
وبحسب ما ذكره الموقع الإخباري فقد أرغمت الصحفية بعد اعتقالها على حذف الفيديو، والذي كان قد جمع أكثر من ثمانية آلاف مشاهدة حتى ذلك الوقت.
التجنيد القسري للأوكرانيين
الإعتقال والضرب والسحل
يأتي ذلك فيما تنتشر مقاطع الفيديو التي توثق تعرض الشباب الأوكراني للإعتقال والضرب والعنف الشديد من قبل موظفي مكاتب التجنيد القسري في الجيش الأوكراني بشكل واسع على الإنترنت، حيث يعتقلونهم داخل سيارات صغيرة، بالضرب والسحل واستخدام القوة المفرطة.
وكانت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أكدت في وقت سابق بأن محاولات كييف إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا قد باءت بالفشل نتيجة لهذه التجاوزات ضد المدنيين والانشقاقات التي ظهرت في القوات الأوكرانية الى جانب الصعوبات الكبيرة في تجنيد الشباب حتى أصبحت مشكلة سياسية كبيرة.
الجيش الأوكراني يحبط فرار مجند أوكراني تخفى في ملابس فتاة
وقد أفادت صحيفة "ميدي ليبر" الفرنسية في وقت سابق، أن أوكرانيا فتحت تحقيقا موسعا بتهمة "الهروب من الخدمة العسكرية" بحق الجنود من لواء "آنا كييفسكايا" الذي تم تدريبه في فرنسا. وبحسب الصحيفة، فإن قرابة 1700 جندي من أصل 2300 جندي أوكراني تم تدريبهم في فرنسا فروا بعد أيام من إرسالهم إلى الجبهة.
ديمتروك: موظفى التجنيد ارهابيون
من جانبه, وصف النائب في البرلمان الأوكراني "أرتيوم ديمتروك" الثلاثاء, العاملين في مراكز التجنيد والدعم الاجتماعي الإقليمية بالـ الإرهابيين.
وكتب "ديمتروك" عبر حسابه بمنصة "تليجرام": الثلاثاء، "في ظل الإحتفال بيوم العاملين في مراكز التجنيد والدعم الاجتماعي الإقليمية في أوكرانيا اليوم, ما هي مراكز التجنيد الإقليمية في الحقيقة؟.. مراكز التجنيد الإقليمية في الحقيقة جزء من التنظيم الإرهابي التابع للرئيس زيلينسكي".
وأضاف" مراكز التجنيد الإقليمية في أوكرانيا تودي بحياة المواطنين يوميا.. ليس فقط في الجبهة مع العدو، بل في شوارع مدننا. ليس في المواجهات العسكرية، بل في الأزقة، وفي الحافلات، وبالقرب من المتاجر".
"إبادة جماعية للشعب الأوكراني"
وأشار "ديمتروك" إلى أن مراكز التجنيد الإجبارية بأوكرانيا أصبحت أداة قمع تدمر حياة الناس ومصائرهم، وتنفذ العنف والإرهاب ضد الشعب بأمر زيلينسكي, مؤكداً أن هذا النظام سيسقط، وهؤلاء سيُحاسبون قانونيا وتاريخيا كمساعدين له، وختم بيانه قائلا: "هذا إبادة جماعية للشعب الأوكراني!".
تجنيد اجباري
من جانبها, صرحت "ماريا زاخاروفا" المتحدثة باسم الخارجية الروسية في وقت سابق بأن "التجنيد الإجباري" في أوكرانيا سيدخل كتب التاريخ بوصفه إبادة جماعية للشعب الأوكراني. وجاء ذلك بعد انتشار مقاطع فيديو تظهر تنفيذ عمليات للتجنيد القسري حيث يعتدي ممثلو مراكز التجنيد الأوكرانية بالضرب على رجال في سن الخدمة العسكرية ويقتادونهم إلى الحافلات الصغيرة لنقلهم الى مناطق القتال مع روسيا.


