تصاعدت مطالبات السوريين حكومة وشعبا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، خلال هجوم واسع شنته قوات المعارضة بقيادة أحمد الشرع (الرئيس السوري الحالي)، بضرورة تسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد، بعد فراره وأسرته الى موسكو هربا عشية إعلان سقوط النظام السوري.
وفي ظل سعي الحكومة الجديدة لإصلاح العلاقات مع روسيا وبرغم استمرار التواصل الدبلوماسي بين البلدين، إلا أن مسألة تسليم الأسد لمحاكمته في سوريا، أخذت مساراً غامضاً في الأسابيع الأخيرة رغم مطالبة الحكومة السورية موسكو بتسليم بشار بشكل رسمي.
الشرع يطالب روسيا بتسليم الأسد
وكانت وكالة "رويترز" نقلت سابقا عن مصدر سوري مطلع، قوله إنّ "قائد الإدارة السورية أحمد الشرع طلب من روسيا تسليم الأسد ومساعديه المقربين خلال المحادثات مع المبعوث الروسي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف". في حين أوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية "ديميتري بيسكوف"، أنّ "الكرملين يصف الإتصالات بين موسكو ودمشق بأنها مهمة جدا"، لكنه لم يعلق على التصريحات حول مطالب سلطات سوريا من روسيا بالتعويض وتسليم الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
روسيا ترفض تسليم الأسد
أكد السفير الروسي في بغداد، "ألبروس كوتراشيف" أن تسليم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الى السلطات السورية أمر مستبعد تماماً, برغم مطالبة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، موسكو بشكل رسمي تسليمه لسوريا لمحاكمته عن جرائمه بحق الشعب السوري.
وكشف السفير الروسي في تصريحات لقناة "الشرقية العراقية", أن من شروط إقامة بشار الأسد في موسكو ألا يقوم بأي نشاط إعلامي أو سياسي، مؤكداً أن إقامته تخضع لشروط صارمة أمر تسليمه غير وارد من وجهة نظر روسيا لأنه لم يخالف شروط اللجوء, كما شدد المسؤول الروسي الرفيع أن الكرملين أعطى الأسد وعائلته حق اللجوء بناءً على أوامر مباشرة من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين". جاء ذلك وفق ما نقله عن نائب وزير الخارجية الروسي، "ميخائيل بوغدانوف"، خلال زيارته الأخيرة إلى العراق.
وأكد "كوتراشيف"، أن أمر تسليم الأسد غير مطروح على الإطلاق لدى الحكومة الروسية. مشيراً الى أن روسيا لا تدخل في صفقات من هذا النوع، مشيرًا إلى أن سقوط بشار الأسد لم يكن نتيجة موقف روسي أو إيراني، بل بسبب الوضع الداخلي في سوريا ومواقف النظام ذاته.
يعيش بإحدى ناطحات السحاب في موسكو
وفي 12 فبراير الماضي، نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية تقريرًا ذكرت فيه نقلاً عن صحفي روسي مطلع على حياة الأسد في موسكو، أن بشار يقيم في شقة فاخرة بإحدى ناطحات السحاب ضمن مجمع “موسكو سيتي”، حيث يتجنب بقدر الإمكان الظهور العلني، إما خوفًا من اغتياله، أو قلقًا على حالة زوجته الصحية، أو ربما بسبب صعوبة تكيّفه مع حياته الجديدة.
ثروة تقدر بـ 2 مليار دولار
ورغم ذلك، لم تعلن روسيا عن أي تفاصيل أخرى عن مكان وجود الرئيس السوري السابق وأسرته, يأتي ذلك بينما تقدر وزارة الخارجية الأميركية أن ثروة الأسرة تتجاوز 2 مليار دولار، حيث تم إخفاؤها في العديد من الحسابات والشركات الوهمية والملاذات الضريبية الخارجية ومحافظ العقارات. وفي وقت سابق من الشهر ذاته، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية قولها، إن الرئيس الشرع طالب روسيا بأموال أودعها بشار في موسكو.