بعد طرد سفير جنوب إفريقيا من واشنطن.. ما هو السيناريو الأبرز لمصير العلاقات بينهما؟

الثلاثاء 25 مارس 2025 | 05:22 مساءً
ترامب - رامافوزا
ترامب - رامافوزا
كتب : مصطفى تغيان

في خطوة غير معتادة في الدبلوماسية الأمريكية، أعلن وزير الخارجية "ماركو روبيو"، يوم 15 مارس الجاري، طرد سفير جنوب أفريقيا في واشنطن لافتاً أنه شخص غير مرغوب فيه وعليه المغادرة إلى بلاده.

ونظراً للتطورات الأخيرة والتصعيد السياسي المتزايد بين البلدين، تتجه الأنظار عالميًا نحو حكومة جنوب أفريقيا، في تساؤلات عن ماهية السيناريو المحتمل لعلاقاتها المقبلة مع واشنطن في ظل السياسة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب, والتي ترفع شعار"أميركا أولا".

يرى مراقبون ومسؤولون بحكومة جنوب أفريقيا، أن توتر العلاقات مع الولايات المتحدة قد يؤثر سلبا على الأوضاع الاقتصادية في البلاد، مما سيؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة ما يتعلق بالبرامج الصحية والتعاون في مكافحة الأوبئة.

جذور الأزمة

 بدأت الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن و "بريتوريا" (عاصمة جنوب إفريقيا) بعدما تبنت جنوب أفريقيا موقفا محايدا من الحرب بين الروسية الأوكرانية، ورفضت العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأوروبية على موسكو.

وفي مايو 2023، كشف السفير الأمريكي في جنوب أفريقيا "روبين بريتجي" أن جنوب أفريقيا قد أرسلت شحنة أسلحة وذخيرة بشكل غير معلن إلى روسيا في ديسمبر 2022، وأدى ذلك إلى اتهامات متبادلة وتوترات بين الجانبين.

إدانة اسرائيل في حربها على غزة

فيما تزايدت التوترات بشكل أكبر عندما أدانت جنوب إفريقيا العدوان الإسرائيلي على غزة مؤكدة أنها حرب إبادة على الشعب الفلسطيني, ولم تدخر جهداً في إدانة إسرائيل بالمحافل الدولية, مما جعل واشنطن تعتبر موقف جنوب إفريقيا يشكل ضرراً مباشرا لحليفتها الرئيسية في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى, ترى واشنطن مسألة تعميق العلاقات بين جنوب إفريقيا والصين ضمن تحالف مجموعة "بريكس" تحديًا صريحاً ومحاولة للإضرار بالمصالح الأمريكية. وقد هدد الرئيس ترامب في وقت سابق بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على دول المجموعة إذا قوّضت الدولار الأميركي.

اتهام بالعداء

وقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي "ماركو روبيو" في وقت سابق مقاطعته لإجتماع قمة مجموعة العشرين والتي ستعقد في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا إذ قال" لن أحضر الإجتماع في دولة تتبع جدول أعمال معاد لأمريكا". مشيراً الى أن  جنوب أفريقيا تفعل أمورا سيئة جدا، مثل مصادرتها الممتلكات الخاصة لأقلية البيض على أراضيها. بحسب شبكة CNN الأمريكية

ووصلت حدة التوترات الدبلوماسية بين البلدين الى ذروتها يوم 15 مارس الجاري عندما طردت واشنطن سفير جنوب إفريقيا المعتمد لديها، "إبراهيم رسول"، واعتبرته شخصا غير مرغوب فيه. إذ قال "روبيو" حينها، إن "رسول شخص محرض ويعادي الولايات المتحدة ويكره الرئيس ترامب".

من جانبها، أدانت جنوب إفريقيا اتهامات الولايات المتحدة لها، وأكدت أنها دولة ذات سيادة وديمقراطية وتحترم الحقوق.

عودة العلاقات أم تصعيد مستمر؟

ومنذ تزايد التوتر بين البلدين بداية فبراير الماضي، أبدت "بريتوريا" رغبتها في عودة مسار العلاقات إلى طبيعتها، إذ قال الرئيس "رامافوزا"، إنه مستعد لشرح وجهة نظر بلاده إلى الرئيس ترامب.

وخلال إحتفال نُظّم له في المطار وقت عودته الى بلاده، أكد السفير المطرود من الولايات المتحدة إبراهيم رسول، على أهمية إصلاح علاقات بلاده مع واشنطن بعد أن عاقبها ترامب واتهمها بالعداء.

وبدورها قالت "فينسنت ماغوينيا" المتحدثة الرئاسية في جنوب إفريقيا الخميس الماضي, إن "رحيل السفير من الولايات المتحدة لا يعني قطع العلاقات معها، فالجانبان مرتبطان بتبادلات تجارية قوية. وأضافت " يدرس الرئيس رامافوزا حالياً خيارات تعيين سفير بديل بواشنطن بشكل دقيق لأنه حريص على إعادة العلاقات لمسارها الصحيح في ظل التوتر القائم، ويحاول حل الخلاف.

شراكة مع الصين وروسيا

وبحسب دراسة نشرها موقع "قراءات أفريقية"، فإن السيناريو الأبرز، هو أن تعيّن جنوب إفريقيا سفيرًا جديدا في واشنطن وتحاول احتواء التوتر، لكن في حال استمرت الولايات المتحدة في تصعيدها، فإن جنوب أفريقيا ستعزز شراكتها مع روسيا والصين ما يؤدي في النهاية إلى زيادة توتر العلاقات.

اقرأ أيضا