في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، قال الباحث والمحلل السياسي حسان عليان، من الضاحية الجنوبية لبيروت، إن طلب وزير الخارجية الإسرائيلي تخلي حركة حماس عن سلاحها لوقف الحرب يأتي في إطار الضغوط المتزايدة على قطاع غزة، موضحًا أن هذه الضغوط تشمل تشديد الحصار ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، في محاولة لخنق القطاع.
وأشار عليان إلى أن هذا الطلب يُعتبر ورقة ضغط إضافية على المقاومة، مؤكدًا أن حماس لن تقبل بهذا الشرط، لأن القبول بنزع السلاح يعني عمليًا استكمال مشروع تهجير الفلسطينيين، ولكن بوتيرة أسرع مما هو متوقع.
صمود أهل غزة والمقاومة
وشدد على أن ما يمنع الاحتلال الإسرائيلي من تحقيق أهدافه هو صمود أهل غزة والمقاومة، لافتًا إلى أن إسرائيل لم تتمكن حتى الآن من القضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وأوضح عليان أن هذا التصريح الإسرائيلي مرتبط أيضًا بالوضع الداخلي المتأزم في الكيان الإسرائيلي، مضيفًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يسعى إلى تصدير الأزمات إلى الخارج لتجنب المساءلة عن الإخفاقات العسكرية التي تعرضت لها إسرائيل نتيجة معركة طوفان الأقصى.
كما أشار إلى أن هناك صراعًا داخليًا بين نتنياهو والأجهزة الأمنية، في ظل محاولاته إحكام السيطرة على القرارات من خلال تغييرات معينة.
ونوّه عليان بأن هذه التصريحات تعكس رغبة إسرائيل في استمرار الحرب، لأنها تدرك أن الورقة الوحيدة بيد حماس الآن هي ملف الأسرى.
وأضاف أن إدارة نتنياهو تتماشى مع موقف المبعوث الأمريكي السابق جايسون غرينبلات، الذي يؤكد أن أي تسوية يجب أن تتضمن نزع سلاح حماس.
فيما يتعلق بالموقف العربي لفت عليان إلى أن هناك صمتًا عربيًا واضحًا، معتبرًا أن عدم وجود تحرك جاد لدعم غزة يشجع الإسرائيليين والأمريكيين على الاستمرار في ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني.
وأكد عليان أن الانقلاب على أي اتفاق لوقف إطلاق النار، سواء في غزة أو لبنان، يأتي ضمن المشروع الإسرائيلي الأكبر، مشددًا على أن هذا المشروع ليس مجرد حرب مرحلية، بل هو حرب تهدف إلى تغيير معالم المنطقة وتوسيع الكيان الإسرائيلي تحت ما يسمى "المملكة اليهودية" التي يروج لها الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وأشار عليان إلى أنه حتى لو قبلت حماس بنزع سلاحها، لن تتوقف الحرب، لأن الهدف الحقيقي هو إبادة المقاومة وتهجير الفلسطينيين. وشدد على أن الحل يكمن في صمود المقاومة وأهل غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى ضرورة وجود موقف عربي جاد وفاعل.
وأوضح عليان أن زيارة الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، إلى مصر ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، تأتي في إطار الضغط على الإدارة المصرية للقبول بمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مقابل حزم مالية ضخمة.
وأوضح عليان أن بعض الدول العربية تسعى إلى إغلاق ملف الحرب حتى لو كان ذلك على حساب القضية الفلسطينية، معتبرًا أن هذه الضغوط الإسرائيلية والأمريكية لن تتوقف إلا إذا كان هناك موقف عربي موحد وقوي يرفض هذه المخططات.