يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي وفق خطط جديدة على استعادة السيطرة على قطاع غزة في محاولة للقضاء على حركة حماس نهائيًا، مما يسهل عملية احتلال طويلة الأمد للقطاع المحاصر من كل الجهات، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية.
وقال مسؤولون مطلعون على الخطط إن المقترح الجديد، الذي اعتمده مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أمس، قد صِيغ من قبل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد بدعم قوي من وزراء اليمين المتطرف، الذين طالبوا منذ فترة طويلة باتباع تكتيكات أكثر قسوة لتدمير حماس.
ترامب فائدة كبيرة لإسرائيل
وأكد مسؤولان، بحسب التقرير، أن الخطط الجديدة في قطاع غزة أصبحت واقعية بفضل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الأمر الذي حرر إسرائيل تمامًا من إصرار إدارة جو بايدن على عدم إعادة احتلال قطاع غزة أو ضم الأراضي، بما فيها الضفة الغربية.
فيما قال مسؤول إسرائيلي ثالث:"أرادت إدارة جو بايدن السابقة أن ننهي الحرب بلا أي مكاسب جديدة. أما ترامب فيريد أن ننتصر فيها. وهناك مصلحة أمريكية عليا في هزيمة حماس أيضًا".
ترحيل سكان غزة إلى مناطق أصغر مساحة
وبحسب المقترح، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيستدعي فرقًا قتالية أكبر لإعادة غزو قطاع غزة وإخضاعه، والسيطرة على مساحات واسعة منه، وإجبار سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على النزوح والعيش في مناطق صغيرة تمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب الصحيفة، فقد صرح هؤلاء المسؤولون بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيتولى إدارة غزة بشكل معين، مشيرين إلى إعادة احتلال الجيش للقطاع المضطرب بعد قرابة 20 عامًا من انسحابه.
يُشار إلى أن إسرائيل احتلت قطاع غزة لما يقرب من 40 عامًا حتى عام 2005، بعد أن استولت عليه في حرب 1967.
توزيع المساعدات بواسطة الجيش
فيما أفاد مسؤول آخر، وفقًا لـ "فايننشال تايمز"، بأن إسرائيل ستتولى توزيع جميع المساعدات الإنسانية، وقد قيّمت بالفعل عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها كل فلسطيني، مؤكدًا أن الجيش يدرس توزيع المساعدات مباشرةً، أو عبر متعاقدين من القطاع الخاص.
وبحسب الصحيفة، ستؤدي هذه الخطط الجديدة إلى ترحيل أكثر من مليوني فلسطيني وحشرهم في مساحة صغيرة جدًا من الأرض القاحلة، يعتمدون فيها فقط على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة، في حين أنها تهدد بإشعال انتفاضة طويلة الأمد ضد القوات الإسرائيلية.