الدكتور مصطفى شلش: إسرائيل تستغل الظروف الدولية لفرض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية(خاص)

الاثنين 24 مارس 2025 | 12:42 مساءً
الدكتور مصطفى شلش رئيس وحدة الدراسات الآسيوية
الدكتور مصطفى شلش رئيس وحدة الدراسات الآسيوية
كتب : بسمة هاني

قال الدكتور مصطفى شلش، رئيس وحدة الدراسات الآسيوية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إن ما تقوم به إسرائيل من استهداف لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني ومنع إدخال المستلزمات الطبية إلى قطاع غزة ليس مجرد إجراءات عسكرية عابرة، بل يأتي في سياق أوسع يهدف إلى فرض واقع جديد بالقوة، ودفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري.

إسرائيل وتمهيد الطريق لتهجير الفلسطينيين

أوضح الدكتور شلش أن هذه الممارسات تعكس محاولة إسرائيلية منظمة لفرض التهجير كخيار وحيد أمام سكان غزة. وأشار إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي أعلن موافقة اللجنة الوزارية المعنية بالحرب على إنشاء هيئة مختصة لتسهيل "الخروج الطوعي" للفلسطينيين إلى دول أخرى، دون تحديد هذه الدول أو توضيح آليات التنفيذ.

وأكد أن هناك تسارعًا في وتيرة الإجراءات الإسرائيلية لدفع الفلسطينيين نحو مغادرة القطاع، مستشهدًا بتقرير نشرته منظمة "دغلوب" للاستطلاعات، والذي أظهر أن نصف العينة التي شملها الاستبيان في غزة تؤيد الهجرة، سواء بشكل دائم أو مؤقت، وهو ما تستغله إسرائيل لتبرير سياساتها القمعية.

الضغوط الإسرائيلية واستغلال الظرف الدولي

لفت الدكتور شلش إلى أن إسرائيل تستغل الوضع الدولي الحالي لتحقيق أهدافها، خاصة في ظل انشغال القوى الكبرى مثل روسيا والصين بقضاياها الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى التحولات الاقتصادية والسياسية في منطقة الخليج العربي.

وشدد على أن الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن توفر دعمًا غير مشروط لإسرائيل، مما يمنحها الفرصة لتصعيد عملياتها في غزة دون ضغوط دولية فعلية.

وأشار إلى أن إسرائيل تعتبر هذه المرحلة فرصة ذهبية لن تتكرر خلال السنوات الأربع المقبلة، حيث لا تواجه أي معارضة جادة من المجتمع الدولي أو حتى من الأطراف العربية المعنية.

تشتيت الاهتمام العربي والدولي عن غزة

نوه الدكتور شلش إلى أن إسرائيل تسعى لإبعاد الأنظار عن القضية الفلسطينية من خلال تعزيز التوتر في مناطق أخرى مثل اليمن والخليج، مما يدفع الدول العربية للتركيز على هذه الملفات الأمنية الحساسة بدلاً من دعم القضية الفلسطينية.

كما أكد أن إسرائيل وواشنطن تعملان على التفاوض بشأن تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يوجه اهتمام الدول الخليجية نحو إيران ويقلل من تركيزها على الوضع في غزة.

رفض إسرائيل للخطط العربية وتصفية القضية

أوضح الدكتور شلش أن إسرائيل رفضت أي مبادرات عربية، مثل الخطة المصرية لتدريب الشرطة الفلسطينية، لأنها ترى فيها محاولة لإعادة إنتاج نموذج "الحكومة غير الإرهابية" مع وجود كيان مسلح موازٍ مثل حماس، على غرار حزب الله في لبنان.

وأكد أن إسرائيل تعمل على إفشال أي جهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار أو إعادة إعمار غزة، معتبرة أن هذه المبادرات تعرقل مشروعها الأساسي الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإغلاق ملف غزة لعقود قادمة.

استمرار التصعيد لتحقيق الأهداف الاستراتيجية

شدد الدكتور شلش على أن عمليات الاستهداف الإسرائيلي لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني وتشديد الحصار عبر قطع الكهرباء والمياه والغذاء، هي جزء من خطة شاملة تهدف إلى فرض تهجير الفلسطينيين وإغلاق القضية الفلسطينية لفترة طويلة قد تمتد إلى 50 أو 60 عامًا.

وأشار إلى أن إسرائيل توسع نفوذها في الشمال السوري وتعمل على حسم المعركة في الجنوب مع غزة، مستغلة الظرف الدولي لتحقيق أهدافها الاستراتيجية دون معارضة تذكر.

وأكد الدكتور شلش أن ما يحدث في غزة ليس مجرد أعمال عدائية متفرقة، بل هو جزء من مشروع إسرائيلي أكبر يسعى لإعادة تشكيل المنطقة وفرض واقع جديد يُبعد القضية الفلسطينية عن دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي.

اقرأ أيضا