قال الدكتور بدر الماضي، أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الألمانية الأردنية، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إن التصعيد العسكري على الحدود السورية اللبنانية ليس مجرد أعمال فردية يقوم بها بعض المهربين، رغم وجود هذه الظاهرة.
وأوضح أن ما يجري على هذه الحدود هو جزء من محاولة إعادة إنتاج الوضع الذي كان قائمًا قبل تراجع قوة النظام السوري.
محاولة إعادة فرض النفوذ الإيراني عبر الحدود
وأشار الدكتور الماضي إلى أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين هذا التصعيد والمشروع الإيراني في منطقة المشرق العربي، وخاصة في بلاد الشام. ولفت إلى أن إيران، عبر أدواتها مثل حزب الله، تسعى إلى إعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقًا بعد أن فقدت نقطة الوصل الأساسية لمشروعها الطائفي والمذهبي والسياسي عقب تراجع قوة النظام السوري.
وأوضح أن حزب الله يستخدم العشائر المنتشرة على الحدود السورية اللبنانية كغطاء لعمليات تهريب المخدرات والأسلحة، ما يشكل تهديدًا لوحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة.
كما أكد أن بعض المعابر غير الشرعية أصبحت نقاط ارتكاز للفلول المسلحة، التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار وإشغال الحكومة السورية عن جهود إعادة البناء.
رد الفعل السوري ورسائل الحسم
وأكد الدكتور الماضي أن ردة الفعل القوية من قبل الحكومة السورية ووزارة الدفاع السورية على هذا التصعيد أرسلت رسالة واضحة بأن دمشق لن تتسامح مع أي محاولات لاختراق حدودها أو المساس بسيادتها.
كما شدد على أن الحكومة اللبنانية سارعت إلى إرسال تعزيزات عسكرية على الحدود بعد هذا التصعيد، استجابةً للموقف السوري الحاسم.
وأشار إلى أن أي محاولة مستقبلية لاختراق الحدود ستواجه برد فعل مباشر ودون إنذار من الجانب السوري، مما يعكس جدية دمشق في التعامل مع هذه التهديدات.
الأبعاد المالية وتأثيرها على حزب الله وإيران
ولفت الدكتور الماضي إلى أن أحد الأسباب الأساسية لهذا التصعيد هو الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدها حزب الله وإيران نتيجة سيطرة الحكومة السورية على معظم مصانع الكبتاغون ومخازن الأسلحة.
وأوضح أن هذه الموارد كانت توفر دعمًا ماليًا حيويًا لتنفيذ أجندات إيران وحزب الله في المنطقة.
وأكد أن فقدان هذه الموارد أدى إلى اختلال التوازن المالي لحزب الله في لبنان وإيران في المنطقة، مما يضعف قدرتهما على مواصلة تنفيذ مشاريعهما السياسية والأمنية.
تداعيات التصعيد على استقرار المنطقة
كما شدد الدكتور الماضي على أن التطورات الأخيرة تؤسس لفهم جديد لمستقبل سوريا، حيث لا يمكن استمرار حالة الفوضى والانفلات الأمني.
ونوه إلى أن تحقيق الاستقرار في سوريا يتطلب وقف ممارسات حزب الله وإيران، والعمل على تعزيز مصلحة عربية مشتركة تحمي أمن واستقرار المنطقة.
وأكد أن التصعيد على الحدود السورية اللبنانية هو جزء من صراع أوسع بين مشروع الدولة السورية الجديدة ومحاولات إيران وحزب الله لإعادة فرض نفوذهما، مما يجعل من الضروري دعم الحكومة السورية في جهودها لاستعادة سيادتها وتأمين حدودها.