سلَّطت أعمال العنف الأخيرة والتصفية خارج نطاق القانون الضوء على الطائفة العلوية بسوريا, حيث لقي أكثر من ألفي شخص بين مدنيين وعسكريين حتفهم غالبيتهم من العلويين نتيجة المواجهات المسلحة التي اندلعت في الساحل السوري منذ أسبوعين بين قوات الأمن العام السوري ومسلحين موالين لها ضد العلويين وفلول النظام السابق, بحسب تقارير منظمات حقوقية, وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان (OHCHR) أن عائلات كاملة قد حُذفت من السجل المدني.
الشرع يتوعد المتسببين بالأزمة
وتسببت أعمال العنف الأخيرة بسوريا بحالة من الجدل والغضب على الصعيدين الإقليمي والدولي, حيث أُدينت تلك الأعمال الإجرامية والمتسببون بها, ليخرج الرئيس السوري أحمد الشرع قائلاً "إن عمليات التصفية الجماعية للعلويين تشكل تهديداً لجهوده للمّ شمل البلاد التي مزقتها الحرب خلال عهد الأسد". مشدداً على معاقبة المسؤولين عن تلك الأحداث الأخيرة حتى لو كانوا أقرب الناس إليه.
من هم العلويون السوريون؟
لا توجد إحصائيات رسمية لعدد العلويين في سوريا، لكنَّ تقارير غير رسمية تفيد بأنهم يُشكلون 12% من عدد المواطنين السوريين، البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
وتُعَـد العلوية إحدى طوائف المذهب الشيعي في الإسلام. فيما تعني كلمة عَلَوِي "تابع علي" وهو على بن أبي طالب كرم الله وجهه ابن عم النبي محمد وصِهره. ويتمركز العلويون بالساحل السوري على البحر المتوسط، في اللاذقية وطرطوس وبعد انقلاب 1970، بقيادة الرئيس الأسبق حافظ الأسد، والد الرئيس المخلوع بشار، عزز العلويون سلطتهم على المؤسسات الرئيسية والأجهزة الأمنية في الدولة.
أسسها بن نصير البصري في القرن الثالث الهجري
والعلويون أو النُّصَيريون هم جماعة دينية باطنية تتركز في بلاد الشام، وأسَّسها في القرن الثالث الهجري "محمدُ بن نصير البصري النميري" الذي كان تلميذًا للإمامين العاشر "علي الهادي" والحادي عشر "الحسن العسكري" من الإمامية الإثني عشرية، ولهذا عُرف أتباع الطائفة باسم النُصيريين قبل أن يُطلَق عليهم اسمُ العلويين في عهد الانتداب الفرنسي على سوريا.
يتصف مذهبهم بالغموض ولا يُبشرون به, فيما يظن الكثيرين أن الأدبيات العلوية ممنوعة من التداول، لكنها ليست كذلك, وهي أقرب إلى الباطنية وقد كشفها أحد أتباعهم في القرن الـ 19 وهو سليمان الأذني في كتابه "الباكورة السليمانية في كشف اسرار الديانة النصيرية".