حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن استمرار إسرائيل في تصعيد عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، مع تمسكها بخطاب عدائي تجاه الحكومة الجديدة في دمشق، قد يدفع سوريا إلى الاقتراب من تركيا باعتبارها قوة موازنة في المنطقة.
وأكد التقرير الصادر عن مجموعة الأزمات الدولية أن تخفيف التوتر عبر دبلوماسية أكثر نشاطًا قد يساعد في تفادي هذا السيناريو، الذي قد تكون له تداعيات على الأمن الإقليمي.
منع دمشق من مواجهة إسرائيل
أشار التقرير إلى أن القيادة السورية الجديدة تتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل، مدركةً أن ميزان القوى يميل بشكل واضح لصالح تل أبيب.
ورغم الآمال في تعافي سوريا من آثار الحرب الطويلة، استبعدت المجموعة حدوث تحول جذري في هذا التوازن، حتى في حال نجاح دمشق في إعادة البناء واستعادة قوتها الاقتصادية والسياسية.
أولويات دمشق: الاستقرار والانفتاح الدبلوماسي
أكد التقرير أن الاستقرار الداخلي وإنعاش الاقتصاد يمثلان الهدف الرئيسي للحكومة السورية الجديدة.
وتسعى دمشق إلى توسيع شبكة علاقاتها مع قوى إقليمية ودولية مختلفة، مع التركيز على تجنب أي تصعيد مع خصومها السابقين، في محاولة لفتح صفحة جديدة من العلاقات التي تخدم مصالحها الإستراتيجية.
محاولات إسرائيل لتقويض القيادة السورية
اتهمت مجموعة الأزمات الدولية إسرائيل بمواصلة جهودها لإضعاف الرئيس السوري أحمد الشرع، محذرةً من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تعميق حالة عدم الاستقرار في سوريا.
واعتبر التقرير أن إصرار تل أبيب على تقويض النظام السوري الجديد يحمل مخاطر تتمثل في تأجيج التوترات وعرقلة جهود التعافي.
مخاطر الصراعات الطائفية في سوريا
أشار التقرير إلى أن محاولات إسرائيل بناء تحالفات مع الأقليات في سوريا، مثل الدروز في الجنوب والأكراد في الشمال الشرقي، قد تؤدي إلى تصعيد التوترات الطائفية.
وأوضح أن هذه الإستراتيجية قد تدفع نحو صراعات داخلية مفتوحة، ما يزيد من هشاشة الوضع الأمني والسياسي في البلاد.
خيار محفوف بالمخاطر على إسرائيل
رأى التقرير أن إسرائيل تفضل سوريا ضعيفة ومجزأة على سوريا موحدة ذات توجهات إسلامية مدعومة من تركيا.
ومع ذلك، حذّر من أن هذا الخيار يحمل مخاطر إستراتيجية، لأنه قد يفتح المجال أمام قوى أخرى، مثل إيران، لتعزيز وجودها ونفوذها في سوريا.
فراغ السلطة قد يعزز النفوذ الإيراني
أوضح التقرير أن استمرار إضعاف دمشق سيمنح إيران فرصة لملء الفراغ من خلال دعم الجماعات المسلحة المتبقية من النظام السابق. وقد يؤدي ذلك إلى إعادة تنشيط خطوط الإمداد إلى لبنان، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني ويضع تحديات إضافية أمام إسرائيل في المنطقة.