آخر أخبار السودان.. شهدت العاصمة السودانية الخرطوم تصعيدًا عسكريًا جديدًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط معارك دامية للسيطرة على المواقع الاستراتيجية داخل المدينة في وقت التي تزداد فيه المعاناة الإنسانية جراء استمرار النزاع الذي اندلع في أبريل 2023، متسببًا في خسائر بشرية فادحة وأزمة إنسانية متفاقمة.
اشتباكات عنيفة في الخرطوم والجيش يوسع سيطرته
وفقًا لبيان رسمي تمكن الجيش السوداني على أحرز تقدمًا ميدانيًا كبيرًا في وسط الخرطوم، حيث نجحت قواته في تعزيز سيطرتها على القصر الجمهوري ومحيطه، إلى جانب عدد من الوزارات والمقار الحكومية الاستراتيجية.
الوصول إلى مقر القيادة العامة
وأكدت مصادر عسكرية سودانية أن قوات سلاح المدرعات تمكنت من الوصول إلى مقر القيادة العامة، مما ضيق الخناق على قوات الدعم السريع.
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها مستمرة في القتال، مؤكدة أن معركة القصر الجمهوري لم تُحسم بعد، لافتة خلال بيان لها، أنها نفذت هجومًا عسكريًا مباغتًا استهدف تجمعًا لقوات الجيش داخل القصر، مما أدى إلى مقتل نحو 90 جنديًا وتدمير عدد من الآليات العسكرية.
وأشارت قوات الدعم السريع إلى أن عناصرها ما زالوا يخوضون معارك عنيفة في محيط المنطقة لاستعادة المواقع التي سيطر عليها الجيش.
انقسام الخرطوم وسط اشتباكات عنيفة
تتكون العاصمة الخرطوم من ثلاث مدن رئيسية، الخرطوم (جنوب شرق)، بحري (شمال شرق)، وأم درمان (غرب)، وترتبط ببعضها عبر جسور على نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض.
ووفقًا للمصادر الميدانية والبيانات الرسمية، فإن الجيش السوداني يفرض سيطرته على معظم وسط الخرطوم، باستثناء منطقة المقرن، ومقر الكتيبة الإستراتيجية العسكرية، وجزيرة توتي، بينما تتركز قوات الدعم السريع في المناطق الجنوبية والشرقية من العاصمة.
كما يسيطر الجيش السوداني على مدينة بحري بالكامل، إضافة إلى منطقة شرق النيل وأغلب أجزاء أم درمان، باستثناء بعض المناطق الغربية والجنوبية.
مقتل أكثر من 20 ألف شخص
على الصعيد الإنساني، تزداد الأوضاع سوءًا مع استمرار القتال، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص منذ بداية الصراع، فيما ارتفع عدد النازحين واللاجئين إلى نحو 15 مليونًا. وفي دراسة حديثة أعدتها جامعات أمريكية، قد يصل عدد القتلى إلى 130 ألفًا حال استمرار المعارك.