قال حسان عليان، الباحث والمحلل السياسي اللبناني من الضاحية الجنوبية لبيروت، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن التصعيد الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يعكس حقيقة الحرب الأمريكية الغربية على الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن هذا العدوان يتم بتواطؤ عربي وإسلامي وصمت دولي مريب.
إزدواجية المعايير الدولية وصمت المجتمع الدولي
وأشار عليان، إلى أن المجتمع الدولي أثبت عجزه الكامل في مواجهة الجرائم الإسرائيلية المستمرة، مؤكدًا أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، توفر الغطاء السياسي والعسكري لإسرائيل لارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين دون أي مساءلة.
وأوضح أن مجلس الأمن الدولي، رغم إصداره عدة قرارات تطالب بوقف العدوان وإدخال المساعدات الإنسانية، لم يتمكن من فرض أي منها بسبب الاعتراضات الأمريكية المتكررة باستخدام حق النقض (الفيتو)، وهو ما يعكس هيمنة السياسة الأمريكية على القرارات الأممية.
السياسات الإسرائيلية واستمرار العدوان
ولفت عليان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستمرار الحرب على غزة لضمان بقائه في السلطة والهروب من المحاكمة، معتبرًا أن وقف العدوان يعني نهايته السياسية والقانونية.
وشدد على أن إسرائيل، ومنذ بدء عدوانها في 7 أكتوبر، تستهدف بشكل ممنهج البنية التحتية، والمستشفيات، ووسائل الإعلام، في إنتهاك صارخ للقوانين الدولية، مما يؤكد أن الإحتلال يتعامل مع الشعب الفلسطيني كهدف مشروع للإبادة الجماعية.
عجز الأنظمة العربية ومحدودية أدوات الضغط
ونوّه عليان إلى أن الأنظمة العربية والإسلامية تكتفي بالشعارات والبيانات دون إتخاذ أي إجراءات عملية، مثل قطع العلاقات الدبلوماسية أو فرض المقاطعة الاقتصادية. وأضاف أن الأمة العربية تمتلك أدوات ضغط مؤثرة لكنها تختار البقاء في دائرة التبعية والصمت.
وأكد أن محور المقاومة في لبنان، العراق، اليمن، وإيران، بالإضافة إلى صمود الشعب الفلسطيني، هو الرادع الوحيد أمام المشروع الإسرائيلي الأمريكي، لافتًا إلى أن هذه القوى أفشلت العديد من المخططات التي استهدفت تصفية القضية الفلسطينية.
المقاومة خيار وحيد أمام التخاذل الدولي
وشدد عليان على أن الرهان على المجتمع الدولي أصبح عبثيًا، وأن القوة الوحيدة القادرة على مواجهة الإحتلال هي المقاومة الفلسطينية ومحورها الإقليمي.
وأوضح أن ما حدث منذ 7 أكتوبر غيّر موازين القوى وأثبت هشاشة الكيان الإسرائيلي رغم تفوقه العسكري والتكنولوجي.
وإختتم عليان حديثه بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية أصبحت رمزًا عالمياً للعدالة وحقوق الإنسان ولن تتمكن أي قوة من محوها أو تصفيتها، مشيرًا إلى أن يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني سيظل شاهدًا على صمود الشعوب الحرة في مواجهة الظلم والاحتـ ـلال.