نزار نزال: نتنياهو يهرب من أزماته الداخلية بالتصعيد العسكري في غزة (خاص)

الثلاثاء 18 مارس 2025 | 02:38 مساءً
المحلل السياسي الباحث في قضايا الصراع نزار نزال
المحلل السياسي الباحث في قضايا الصراع نزار نزال
كتب : بسمة هاني

استأنفت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، وسط تأكيدات من الفصائل الفلسطينية بأن التصعيد يُعد استمرارًا لسياسة المجازر بحق الشعب الفلسطيني.

التوصل لوقف إطلاق النار

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتعمد إفشال كل الجهود الرامية إلى التوصل لوقف إطلاق النار، مشددة على أن العدوان الجديد لن يمنح الاحتلال تفوقًا على المقاومة، لا في الميدان ولا على طاولة المفاوضات.

من جانبها، وصفت حركة حماس الهجوم الإسرائيلي بأنه تصعيد خطير ينسف أي جهود لوقف إطلاق النار، محملة الإدارة الأمريكية مسؤولية الشراكة في العدوان على الشعب الفلسطيني.

وأكدت الحركة التزامها الكامل بتنفيذ بنود الاتفاق السابق، معتبرة ما يجري محاولة إسرائيلية لفرض واقع جديد بالقوة على أهالي القطاع.

وفي هذا السياق، يوضح المحلل والباحث في قضايا الصراع نزار نزال، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم:

قال نزار نزال، المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع من جنين، إن جميع الفصائل الفلسطينية، وليس فقط حركة الجهاد الإسلامي، تدرك جيدًا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو سيعود إلى العمليات العسكرية.

وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي الحالي لن يعتمد على التكتيكات العسكرية التقليدية التي شهدناها منذ السابع من أكتوبر، بل سيلجأ الجيش الإسرائيلي إلى أساليب جديدة.

ولفت نزال إلى أن الجيش الإسرائيلي يبدو متجهًا لاستخدام سلاح الجو والمدفعية بشكل مكثف، مع تجنب الدخول البري إلى المناطق المأهولة بالسكان خشية وقوع خسائر كبيرة في صفوفه نتيجة الكمائن التي قد تنصبها المقاومة.

وأكد أن هذا التصعيد كان متوقعًا منذ البداية، إذ إن نتنياهو غير معني بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الحرب، لما تتطلبه من استحقاقات سياسية، مثل وقف إطلاق النار والانسحاب من مداخل قطاع غزة.

أهداف إسرائيل لم تتحقق عسكريًا أو دبلوماسيًا

وأشار نزال إلى أن إسرائيل وضعت أهدافها على الطاولة منذ التاسع من أكتوبر 2023، لكنها لم تتمكن من تحقيقها، سواء عبر العمليات العسكرية أو المفاوضات في الدوحة والقاهرة.

وأضاف أن تل أبيب تحاول تعويض هذا الفشل من خلال تكتيكات جديدة تشمل تشديد الحصار على قطاع غزة وإغلاقه بالكامل.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، رفضت الضغوط الإسرائيلية والدولية، ما دفع إسرائيل للحصول على ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف العمليات العسكرية.

وشدد نزال على أن هذا التصعيد قد يستمر لمدة أسبوع أو عشرة أيام، لكنه لن يطول بسبب التحديات الداخلية التي تواجهها حكومة نتنياهو.

ضغوط داخلية وتحديات تواجه نتنياهو

وأكد نزال أن نتنياهو يواجه معضلات عديدة في الداخل الإسرائيلي، مثل الإخفاقات العسكرية في غزة والانقسامات السياسية الداخلية.

ولفت إلى أن الأوضاع داخل إسرائيل باتت معقدة، خاصة بعد إقالة رئيس جهاز الشاباك والخلافات حول القضايا القضائية والموازنة العامة.

وأوضح أن نتنياهو يسعى إلى استخدام التصعيد العسكري للهروب من هذه الضغوط، لكنه سيجد نفسه مضطرًا للعودة إلى طاولة المفاوضات في الأيام المقبلة.

وبيّن أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيدًا داميًا بهدف الضغط على المقاومة الفلسطينية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، دون تقديم أي تنازلات سياسية تتعلق بوقف الحرب أو الانسحاب من غزة.

موقف حماس من التصعيد والضغوط الأمريكية

وفيما يتعلق بموقف حركة حماس، استبعد نزال أن تتراجع الحركة عن موقفها أو تقدم تنازلات كبيرة.

وأكد أن الورقة الوحيدة القوية التي تمتلكها المقاومة هي ملف الأسرى، وهو ما تحاول إسرائيل والولايات المتحدة حسمه دون تقديم مقابل سياسي.

وشدد على أن إسرائيل تعتقد أنها قادرة على سحق المقاومة وإنهاء وجودها عبر استمرار العمليات العسكرية.

وأشار إلى أن حماس تدرك أن تسليم الأسرى سيعقبه استئناف للقتال وضربات عسكرية جديدة على غزة، ما يجعلها تتعامل بحذر مع أي مقترحات مطروحة.

وأوضح نزال أن الهدف الإسرائيلي النهائي هو إعادة الوضع في غزة إلى ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر، وإضعاف المقاومة الفلسطينية، في ظل دعم أمريكي واضح للعمليات العسكرية، وتوسيع دائرة المواجهة لتشمل جبهات أخرى مثل لبنان وسوريا، وربما اليمن والعراق وإيران في المستقبل.

اقرأ أيضا