ضابط إسرائيلي : جيش الاحتلال يستخدم الفلسطينيين كدروع بشرية يومياً في غزة

الخميس 13 مارس 2025 | 01:52 مساءً
يُلبسون المدني المعتقل زيًا عسكريًا ويجبرونه على الدخول للأنفاق والمنازل
يُلبسون المدني المعتقل زيًا عسكريًا ويجبرونه على الدخول للأنفاق والمنازل
كتب : مصطفى تغيان

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالًا لأحد الضباط الكبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحدث فيه عن استخدام القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الأبرياء كدروع بشرية أثناء العمليات القتالية في قطاع غزة، معتبرًا ذلك جرائم حرب، ومؤكدًا أنها أكثر واقعية وانتشارًا مما يعرفه عامة الإسرائيليين.

6 مرات يوميًا

وانتقد الضابط - الذي رفض نشر اسمه - فتح الشرطة العسكرية الإسرائيلية التحقيق في 6 ملفات فقط في هذه التهم، مؤكدًا أنه يتم استخدام الفلسطينيين المدنيين كدروع بشرية 6 مرات على الأقل يوميًا.

وقال: "إذا أرادت الشرطة العسكرية أن تحقق بشكل جاد فعلًا، فهناك 2190 تحقيقًا على الأقل يتعين إجراؤها"، لافتًا إلى أنها تحاول أن تقنعنا وتقنع العالم بأننا نجري تحقيقات، لكنها وجدت بعض أكباش الفداء، وألقت باللوم عليهم في القضية كلها.

"إجراء البعوض"

وأفاد الضابط بأنه قاتل في قطاع غزة لمدة 9 أشهر، وأنه رأى الكثير من الإجراءات الجديدة هناك، ومن أسوأها "إجراء البعوض"، حيث يتم إجبار الفلسطينيين الأبرياء على دخول المنازل في قطاع غزة في أماكن القتال وفحصها بدقة، للتأكد من عدم وجود متفجرات أو ألغام أو "إرهابيين" فيها، على حد تعبيره.

وأشار إلى أنه تم إطلاق مسميات عدة على هذا الإجراء، منها "الشاويش" و"العبيد" و"المنصات".

لِسرعة تنفيذ المهمة مقارنة بالكلاب

وأكد أنه اكتشف استخدام هذا الإجراء الفظيع منذ ديسمبر 2023، بعد نحو شهرين من بدء العمليات البرية في قطاع غزة، ومع اكتشاف النقص في الكلاب البوليسية المستخدمة في وحدة "عوكتس"، الذي أصبح ذريعة الجيش الإسرائيلي لاستخدام المدنيين كدروع بشرية، معتبرًا ذلك "ضرورة تشغيلية" نظرًا للسرعة في تنفيذ المهمة مقارنة بتفعيل الكلاب البوليسية والطائرات المسيرة الاستكشافية.

لا مبالاة القيادة

وأوضح الضابط أن هذا الإجراء المفاجئ قوبل بمعارضة بعض ضباط وجنود الجيش، لكنه كان يُنفذ رغمًا عنهم بسبب عدم مبالاة القيادة العسكرية والقيادة السياسية. مشيرًا إلى أن ذلك يحدث بسبب أن "اليد خفيفة على الزناد"، وأن الجنود يجدون أنفسهم في حرب لا تنتهي، بالإضافة إلى الفشل في إعادة الرهائن، مما يؤدي إلى انعدام الاعتبارات الأخلاقية.

تأثير ذلك على الجنود

وختم الضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي مقاله، قائلًا إنه لا يحاول التفكير في تأثير تلك الفظائع على نفسية الفلسطينيين الذين يُجبرون على دخول المنازل، ويموتون رعبًا بدلًا من الجنود المسلحين، لكنه يتساءل أكثر عن تأثير ذلك على الجنود الإسرائيليين، أو على كل أم جندي ترسل ابنها للقتال ليجد نفسه يختطف فلسطينيًا بريئًا في عمر أبيه أو أخيه ويجبره على دخول منازل وأنفاق مشبوهة.

اقرأ أيضا