إزداد التوتر في العلاقات بين الجزائر وفرنسا ليصل لأعلى مستوياته في الشهور الأخيرة، ما أدى إلى تعميق الخلافات بين البلدين اللذين يحملان إرثاً تاريخياً من العلاقات المعقدة.
ومع تراكم الكثير الخلافات بين البلدين، كملف اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية وأزمة مقاطع الفيديو للمؤثرين الجزائريين بالإضافة إلى مطالبة البعض في فرنسا بإلغاء اتفاقية عام 1968، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل ملحوظ.
إعادة جزائريين لفرنسا بعد وصولهم الجزائر
ورفضت الجزائر اليوم الأربعاء, إستقبال جزائريين ضمتهما فرنسا لقائمة الترحيل لزعمها تورطهما بأعمال تهدد الأمن العام. إذ رفضت الجزائر مجدداً استقبال اثنين من مواطنيها تم إحتجازهما بفرنسا. ورغم نظافة سجلهما من تهمة "التطرف الإرهابي" وصلاحية جوازات سفرها، طُردا من فرنسا. وعند وصولهما إلى الجزائر الأسبوع الماضي ويوم الاثنين هذا الأسبوع، أعادتهما الجزائري مجدداً إلى فرنسا، دون تقديم أي تفسير رسمي لرفض استقبالهما.
فرنسا تقلص عدد التأشيرات للجزائريين
ومع تزايد الهجوم واللوم من مسؤولين كبار في فرنسا، يجد الجزائريون حاملو الجنسية الفرنسية أنفسهم في مواجهة ضغوط مزدوجة، سواء في فرنسا أو في بلدهم الأم. حيث انعكس هذا الأمر أيضاً على زوار فرنسا من الجزائريين، إذ أظهرت بيانات تقليص السلطات الفرنسية لعدد التأشيرات التي منحتها للجزائريين بنسبة 28% في يناير 2025 مقارنةً بنفس الفترة العام السابق، وهو ما يؤكد بشكل مباشر حدة التوترات المستمرة بين البلدين.
تدابير لفرض التأشيرات على الدبلوماسيين
ويشير إعلام فرنسي أن تقييد التأشيرات بمثابة رد فوري على رفض الجزائر إستقبال رعاياها بعد طردهم من فرنسا. كما تخطط باريس لاتخاذ إجراءات إضافية أكثر حدة تجاه حاملي جوازات السفر الدبلوماسية الجزائرية، قد يشمل فرض التأشيرات بشكل رسمي على المسافرين الدبلوماسيين رفيعي المستوى، بعد أن كانوا معفيين من التأشيرة حتى الآن، مما يعيد الشكوك حول عدم الالتزام بالاتفاقية الجزائرية الفرنسية لعام 2007.