قال السفير الروسي السابق ألكسندر سبازبكين، في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم"، إن وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة وتمزيقه للاتفاق النووي، إلى جانب اغتيال قاسم سليماني وتغير الإدارات السياسية في كلا البلدين، ساهم في تعقيد مسار هذه المفاوضات.
ولفت إلى أن سياسة "الضغط الأقصى" التي انتهجتها واشنطن جعلت أي اتفاق جديد أكثر صعوبة، خاصة مع تصاعد التوترات الإقليمية.
الدور الروسي وإمكانية الوساطة بين الطرفين
أكد سبازبكين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، مشيرًا إلى أن موسكو ترى في هذه الوساطة فرصة استراتيجية لتعزيز نفوذها الإقليمي.
وأوضح أن فشل روسيا في تحقيق نصر سريع في أوكرانيا، إلى جانب العقوبات الغربية، جعل من الضروري لموسكو البحث عن حلول دبلوماسية لتحسين موقعها الدولي.
القيود على الدور الروسي في الوساطة
شدد سبازبكين على أن هناك تحديات تعرقل قدرة روسيا على لعب دور الوسيط الفعّال، أبرزها أن موسكو ليست طرفًا محايدًا في المفاوضات، بل لديها مصالح مباشرة قد تدفعها للضغط على إيران لتقديم تنازلات كبرى مقابل اتفاق مع الغرب.
وأشار إلى أن المطالب الأمريكية بدمج الملف النووي مع القضايا الإقليمية والصواريخ الباليستية لا تتناسب مع الشروط الإيرانية، مما يجعل فرص نجاح الوساطة الروسية محدودة.
المستقبل الغامض للمفاوضات
ولفت السفير الروسي السابق إلى أن هناك الكثير من الغموض حول كيفية أداء روسيا لدورها في المفاوضات، مؤكدًا ضرورة انتظار اللقاء المرتقب بين الوفود الروسية والأمريكية في الرياض، حيث قد تتضح ملامح الاستراتيجية الروسية في هذا الملف.
وأكد في ختام حديثه أن صناع القرار في إيران يحتاجون إلى متابعة التطورات بدقة لاتخاذ قرارات تتناسب مع التغيرات الدولية.