ياقوت دندشي: إسرائيل تواصل خرق الاتفاق وتمارس التضليل لتبرير استئناف حربها على غزة (خاص)

الثلاثاء 11 مارس 2025 | 12:22 مساءً
المحلل السياسي اللبنانية ياقوت دندشي
المحلل السياسي اللبنانية ياقوت دندشي
كتب : بسمة هاني

قالت الكاتبة والمحللة السياسية ياقوت دندشي في حديث خاص لصحيفة "بلدنا اليوم" إن إسرائيل هاجمت بولر بسبب تصريحاته لشبكة "سي إن إن" بعد لقائه مسؤولين كبارًا من حركة حماس في الدوحة، حيث قال: "حماس لطفاء، رجال مثلنا، لا تنمو قرون على رؤوسهم".

الدبلوماسية الإسرائيلية

وأوضحت أن هذا التصريح أثار غضب إسرائيل، لأنها تسعى دائمًا إلى ترسيخ صورة حماس كوحوش لا كبشر، معتبرة أن أي محاولة لكسر هذه الصورة مرفوضة تمامًا في سياق ما تسميه بالدبلوماسية الإسرائيلية، إن وجدت.

ولفتت دندشي إلى أن بولر تعرض لانتقادات لاذعة، مما اضطره إلى التراجع عن تصريحاته في اليوم ذاته عبر منشور على منصة "إكس"، أكد فيه دعم الولايات المتحدة المطلق لإسرائيل، وعزم الطرفين المشترك على القضاء على حماس.

وأشارت إلى أن المسؤولين الإسرائيليين عملوا على تهميشه، مشددين على أن دوره ينحصر في كونه مبعوث ترامب لشؤون الأسرى الأمريكيين، وليس مبعوثه للشرق الأوسط، ولذلك فإن تعاملاتهم ستكون حصريًا مع ستيف ويتكوف.

الموقف الإسرائيلي والضغوط الأمريكية

وأكدت دندشي أن بولر، رغم كل شيء، يهودي مؤيد لإسرائيل، وبالتالي فإن أي تصريح خارج المألوف منه أو من أمثاله لن يمر دون رد فعل قوي، بل سيواجه ضغوطًا إسرائيلية تدفعه إلى التراجع، أو سيجد نفسه مضطرًا للعودة عن "زلة لسانه"، كما حدث في هذه الحالة.

وأشارت إلى أن تهرب إسرائيل من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تبدأ فور انتهاء المرحلة الأولى ومدتها 42 يومًا، إضافة إلى عدم انسحابها من محور نتساريم في اليوم الخمسين كما كان مقررًا، ليس سوى انعكاس طبيعي لسياسة إسرائيل القائمة على خرق التزاماتها دون أي رادع.

انتهاك إسرائيل للاتفاق واستئناف الحرب على غزة

وأوضحت دندشي أن إسرائيل لن تُحاسب على خرقها للاتفاق، فهي فوق القوانين الدولية، محصنة بحماية أمريكية من الدرجة الأولى، وهذا ما يجعلها تتصرف بلا قيود، خاصة في حربها الإبادية على غزة.

وأكدت أن الأسماء، سواء بولر أو ويتكوف، ليست ذات أهمية، فجميعهم يخدمون المصالح الأمريكية والإسرائيلية، ويعملون وفق أجندة واحدة.

ولفتت إلى أن حكومة نتنياهو تمارس سياسة المماطلة واختراع الذرائع بهدف استئناف حرب الإبادة في غزة، مشيرة إلى أن نتنياهو نفسه يخشى من المحاسبة على فشله مع انتهاء الحرب، ولذلك يسعى لتأجيل أي حلول حقيقية.

وأشارت إلى أن حماس التزمت تمامًا بالاتفاق، بينما قامت إسرائيل بخرقه مرارًا وتكرارًا، ومع ذلك تحاول دائمًا تبرير اعتداءاتها بالادعاء أنها ترد على مصدر خطر، أو باتهام حماس زورًا بعدم الالتزام، رغم أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك.

الاتفاق في خطر وضمانات الوسطاء

وأكدت دندشي أن إسرائيل تهدد الاتفاق في كل لحظة، وهناك أصوات داخلها تطالب بإتمام الاتفاق فقط لاستعادة الأسرى، ثم استئناف الحرب مجددًا، لافتة إلى أن أغلب الأصوات داخل إسرائيل لا تسعى إلى وقف دائم لإطلاق النار، بل مجرد هدنة مؤقتة يتم التنصل منها لاحقًا.

واختتمت بالتأكيد على أن دور الوسطاء يجب أن يركز على الحصول على ضمانات حقيقية بعدم استئناف الحرب، لكن مع وجود نظام عالمي يخدم الصهيونية، يبقى السؤال: هل ستكون هناك أي قيمة لهذه الضمانات؟!

اقرأ أيضا