قال الدكتور نزار نزال، المحلل السياسي والباحث في قضايا الصراع من مدينة جنين بفلسطين، في حديث خاص لصحيفة بلدنا اليوم، إن الأحداث الأخيرة في سوريا وضعت الحكومة الجديدة والنظام الحالي أمام اختبار صعب، في ظل غياب موقف واضح من القوى العظمى حول كيفية التعامل معه.
وأضاف أن سوريا تعيش اليوم مرحلة مفصلية، حيث تتداخل العوامل الداخلية والخارجية في تحديد مستقبلها، مشيرًا إلى أن ما حدث داخل البلاد، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الطائفية وأعمال العنف على الهوية في المناطق الساحلية، سيكون له تأثير كبير على المشهد السياسي.
التوترات الداخلية وانعكاساتها الإقليمية
وأوضح الدكتور نزار نزال أن المشهد السوري الحالي يعكس صراعًا بين القوى المتنازعة على السلطة، وسط محاولات متزايدة لإعادة تشكيل التوازنات الداخلية. ولفت إلى أن بعض الشخصيات التي برزت في الساحة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد لها ارتباطات بفصائل وتنظيمات متشددة، مما يزيد من تعقيد المشهد.
وأضاف أن بعض هذه الجماعات تتبنى فكرًا متطرفًا يتقاطع مع تنظيمات مثل القاعدة وداعش، مما يجعل من الصعب على الدول الكبرى الاعتراف بها أو التعامل معها بشكل مباشر.
الموقف الدولي والعقوبات المحتملة
وأشار الدكتور نزال إلى أن المواقف الدولية ما زالت متباينة بشأن النظام الجديد في سوريا، فبينما تتعامل بعض الدول بحذر شديد، لا تزال الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تنظر بعين الريبة إلى ما يجري داخل البلاد.
وبيّن أن العقوبات المفروضة على سوريا قد تستمر لفترة طويلة، لا سيما مع غياب أي ضمانات بشأن استقرار الأوضاع أو التزام النظام الجديد بالقوانين الدولية.
وأضاف أن بعض الدول الخليجية قد تسعى إلى تبني نهج مختلف، وربما تتجه إلى تخفيف العقوبات أو إعادة بناء علاقاتها مع النظام الجديد، لكن من غير المرجح أن تسلك أوروبا أو الولايات المتحدة المسار نفسه.
وأكد أن سوريا لا تزال تشكل محورًا استراتيجيًا مهمًا في المنطقة، ما يعني أن أي تغيير في سياساتها أو قيادتها سيخضع لمراقبة دقيقة من قبل القوى الكبرى.
المستقبل السياسي لسوريا في ظل التحديات
ولفت الدكتور نزال إلى أن الوضع في سوريا لا يتعلق فقط بتغيير النظام، بل يمتد إلى طبيعة الدولة نفسها ومستقبلها السياسي.
وأوضح أن الصراع القائم ليس مجرد نزاع داخلي، بل هو جزء من معادلة إقليمية ودولية أوسع، حيث تسعى أطراف عدة إلى توظيفه لخدمة مصالحها الاستراتيجية.
واختتم بالقول إن سوريا ستبقى محط أنظار العالم خلال الفترة القادمة، وأن التعامل الدولي معها سيظل رهينًا بالتطورات على الأرض، سواء من حيث الاستقرار السياسي أو إعادة بناء المؤسسات، مشددًا على أن المسار الذي ستسلكه البلاد سيحدد مدى قبولها في الساحة الدولية.